قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، السبت 21 مارس/آذار 2020، إن شركة فاغنر الروسية -التي تضم مرتزقة- تجري لقاءات مع سيف الإسلام، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بهدف تنصيبه زعيماً لليبيا.
تفاصيل أكثر: تقرير الوكالة قال إن سلطات حكومة الوفاق الوطني الليبية المُعترف بها دولياً تمكنت العام الماضي من القبض على عميلين روسيين، وضبطت في حوزتهما ملاحظات عن لقاءات عقداها مع نجل القذافي.
وفقاً لتلك الملاحظات، أجرى العميلان الروسيان 3 لقاءات مع سيف الإسلام القذافي، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، وشارك في أحدها مستشار انتخابات روسي.
يوضح التقرير أن القذافي الابن قدم في أحد الاجتماعات للعملاء الروس، ورقة ضغط رابحة ضد الدول الغربية، تتمثل في عدد كبير من الوثائق التي تتعلق بتقديم والده الدعم المالي لحملات انتخابية في الدول الغربية، ولفت إلى أن روسيا تهدف إلى إبراز نجل القذافي على أنه فاعل صاعد في البلاد حال إجراء انتخابات.
وتشير ملاحظات العميلين الروسيين إلى أن القذافي الابن ادعى أن 80% من المقاتلين في صفوف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر هم من أنصاره، وأن حفتر سينضم إليه في حال سيطر على العاصمة طرابلس.
تضمنت ملاحظات الاجتماع الأخير، وفق بلومبيرغ، تفاصيل حول اعتزام سيف الإسلام تقديم قائمة عن القادة العسكريين الذين يثق في ولائهم له، إلى موسكو، "واتخاذ الخطوات اللازمة لتوجيه دعم لهم من شركة سودانية تابعة لروسيا".
بحسب تقرير الوكالة الأمريكية أيضاً، فإن شركة فاغنر تقدم استشارات سياسية لقائد الميليشيات غير الشرعية خليفة حفتر.
فاغنر في ليبيا: تأسست شركة فاغنر على يد العميد السابق في الجيش الروسي ديمتري أوتكين، الذي يخضع لعقوبات أمريكية، لدور الشركة في تجنيد الجنود الروس السابقين للقتال في شرق أوكرانيا، وشوهد أوتكين خلال مأدبة عشاء أقامها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقدماء الجنود الروس.
تشير تقارير في الإعلام الغربي إلى أن عدد المرتزقة الروس من قوات فاغنر في ليبيا يتراوح بين 200 و300 عنصر، في حين قالت وكالة بلومبيرغ إن عددهم وصل في سبتمبر/أيلول 2019 إلى 1400 جندي بينهم 25 طياراً.
انتشر مرتزقة فاغنر في الخطوط الخلفية لجبهات القتال الأمامية جنوبي العاصمة طرابلس، وسبق لمجموعة فاغنر الأمنية أن أرسلت أعداداً من أفرادها للقتال في كل من سوريا وأوكرانيا ودول إفريقية.
عودة إلى الوراء: ومنذ الإطاحة بنظام القذافي في 2011، تعيش ليبيا حالة من الانقسامات السياسية والصراعات المسلحة، تسببت في انهيار مختلف القطاعات.
بمبادرة تركية روسية، بدأ في 12 يناير/كانون الثاني 2020، وقف لإطلاق النار بين حكومة الوفاق وقوات خليفة حفتر، الذي ينازع الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
لكن، بوتيرة يومية، تخرق قوات حفتر وقف إطلاق النار، بشن هجمات على طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق، ضمن عملية عسكرية مستمرة منذ 4 أبريل/نيسان 2019، للسيطرة على العاصمة.