بدأ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بسحب قواته التدريبية بشكل مؤقت من العراق، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، بحسب ما قاله مسؤول كبير في التحالف الخميس 19 مارس/آذار 2020.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، في وقت سابق من الخميس، في بيان، أنها ستسحب جزءاً من قواتها العاملة ضمن البعثة التدريبية في العراق "كإجراء وقائي".
فيروس كورونا يرعب جنود التحالف
إذ قال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، خلال لقائه مجموعة من الصحفيين في بغداد، إن الجيش العراقي علّق كل أنشطة التدريب في أوائل مارس/آذار الحالي؛ لتقليل مخاطر انتشار المرض بين قواته، وضمن ذلك عمليات التدريب التي تقوم بها قوات التحالف؛ لمساعدة القوات المحلية في قتال فلول تنظيم "الدولة الإسلامية".
كما أضاف: "نحن في مرحلة تعليق أخرى، ونقول لأفرادنا إنه لا حاجة لوجودهم جسدياً، في حين ننتظر ما ستؤول إليه الأمور". وقال أيضاً: "عندما يستقر وضع فيروس كورونا، سنعيد رجالنا ونستأنف التدريب حسب الضرورة".
ويبلغ عدد العناصر المنوطة بها عمليات التدريب 2500، ولم يحدد المسؤول عدد المدربين الذين سيغادرون العراق في هذا الإطار.
توفي 13 شخصاً في العراق من جراء وباء كورونا المستجد، بحسب مسؤولين بوزارة الصحة، في حين تخطى عدد الإصابات 170. لكن أقل من ألفي شخص خضعوا للفحص من أصل 40 مليون نسمة في أنحاء البلاد.
إعادة جنود بريطانيين إلى بلادهم
من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع البريطانية أنّ القوات المعنية سيتم سحبها، بسبب تراجع وتيرة التدريبات في الأشهر الأخيرة، وبسبب "تعليق" برنامجي التحالف وحلف شمال الأطلسي للتدريب مدة ستين يوماً. وقالت: "قررت وزارة الدفاع إعادة عدد من عناصرها إلى المملكة المتحدة".
كما أكدت الوزارة أن الجنود البريطانيين سيبقون في العراق لدعم الحكومة في بغداد والتحالف والمصالح البريطانية.
قد يتم نشر الجنود الذين تتم إعادتهم إلى بلادهم في مناطق أخرى من العالم، ولكن قد يُطلب منهم دعم أفراد من عائلاتهم تأثروا بالفيروس الذي أودى بأكثر من 100 شخص في بريطانيا.
إذ قال وزير الدفاع بن والاس: "في الأشهر الأخيرة انخفضت وتيرة التدريب بشكل كبير، وهو ما يعني أنني في موقع يتيح لي إعادة وحدة التدريب الحالية إلى المملكة المتحدة".
كما أضاف: "لا يزال هناك وجود كبير للقوات البريطانية المسلحة داخل التحالف وغيره"، واعداً بأن لندن ستظل ملتزمة بإلحاق "هزيمة كاملة" بفلول تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتعمل بريطانيا إلى جانب شركائها في التحالف الدولي بالعراق منذ عام 2014، لتدريب قوات الأمن العراقية. وتزامنت عملية التعليق هذه مع عملية إعادة تموضع منفصلة أخرى لقوات التحالف المنتشرة في نحو 11 قاعدة عسكرية بأنحاء العراق.
دعم القوات العراقية بأعداد أقل
بينما قال المسؤول بالتحالف في بغداد، إن "خلاصة القول هي أننا سنركز جهودنا على دعم قوات الأمن العراقية في جهودها ضد (داعش) من قواعد أقل ومع عدد أقل من الناس".
وقد انسحب نحو 300 جندي من قوات التحالف، الأسبوع الحالي، من القاعدة العسكرية العراقية في القائم بغرب العراق على الحدود مع سوريا، ومن المقرر سحب القوات من قاعدتي القيارة وكركوك في شمال البلاد بحلول نهاية أبريل/نيسان المقبل، بحسب ما قاله مسؤول عسكري أمريكي لوكالة فرانس برس.
كما سبق أن أُعيد تموضع بعض القوات إلى مواقع للتحالف في سوريا المجاورة التي تشهد نزاعاً، إضافة إلى مدافع، في حين سيتم إرسال البعض الآخر إلى قواعد أخرى في العراق أو إلى الكويت.