يُعتبر السوريون الذين تعرضوا لإصابات دائمة ناجمة عن قصف النظام السوري وأعوانه، شهوداً وأدلة على إجرام نظام الأسد.
من هذه الحالات، الرضيع السوري عبدالرحمن ذو الشهرين فقط، والذي فقد إحدى عينيه في قصف قوات النظام السوري لإدلب، قبل عدة أيام من عقد اتفاق وقف إطلاق النار، بتاريخ 5 مارس/آذار الجاري.
قال والد الطفل زاهر جابي، إن ابنه فقد عينه في قصف النظام السوري وحلفائه لمنزله بقرية الجانودية، غرب مدينة إدلب، وإن والدته استشهدت قبل 5 أعوام في المنزل ذاته إثر قصف الأسد أيضاً.
أضاف: "هرعت إلى المنزل لدى استهدافه بالقذائف، كان الغبار يغطي كل مكان، سألت زوجتي عن حالتها عند وصولي، فقالت إنها بخير، لكن عبدالرحمن تلقى إصابة في رأسه، فحملته وأسعفته إلى أقرب مركز طبي فوراً، ففحصوه هناك وأخبروني بأن حالته ليست على ما يرام؛ ومن ثم أحالوني إلى مستشفى باب الهوى".
تابع: "أجروا له في المستشفى الأشعة، ووجدوا تصدعات ونزيفاً في رأسه، حيث تمكن الأطباء من معالجته، لكنهم عجزوا عن إنقاذ عينه المصابة".
كما أردف أن الأطباء طلبوا منه التوقيع على ورقة لاستئصال العين المصابة، مضيفاً: "في اليوم الأول لم أجرؤ على التوقيع، ولم أكن أعرف ما يجب عليّ فعله، لكن من ناحية أخرى بدأت أواسي نفسي بأنه ما زال على قيد الحياة على الأقل".
لفت إلى أنه وافق على إجراء العملية، حيث أعطوه موعداً لذلك، واستغرقت نحو ساعة ونصف الساعة.
أعرب الأب عن بالغ أسفه من جراء خسارة ابنه لإحدى عينيه، راجياً الله أن يكتب له أياماً جميلة. مضيفاً: "أتمنى أن يكون ابني آخر طفل يتعرض للإصابة". وأضاف: "استشهدت والدتي بعمر 60 عاماً قبل 5 سنوات، كما أُصيب ابني مؤخراً في المنزل نفسه".
من جانبه، قال مدير المستشفى محمد قداح، لـا"لأناضول"، إن "الطفل عبدالرحمن أُصيب بشظية في عينه، وإن محاولات الأطباء لإنقاذها لم تُفلح، وهو ما اضطرهم لاستئصالها". وأوضح أن عبدالرحمن بحالة جيدة الآن، مضيفاً أن الأطفال هم أكثر من تعرضوا للإصابة منذ بدء الحرب في البلاد.