قال مصدران مطلعان، الإثنين 16 مارس/آذار 2020، إن الهند تعتزم استغلال أسعار النفط المنخفضة من قِبل السعودية والإمارات لملء احتياطياتها البترولية الاستراتيجية عن آخرها.
يأتي قرار الهند بعد أن نزلت أسعار النفط العالمية نحو 40% في مارس/آذار، مع تضرر الطلب بتأثير وباء فيروس كورونا، في حين تتنامى المخزونات منذ رفض موسكو دعم تعميق تخفيضات الإنتاج، خلال اجتماع لمنظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها في إطار "أوبك+".
اقرأ أيضاً
سياسة خليجية لزيادة إنتاج النفط
يقول منتجا النفط الكبيران في "أوبك" الرياض وأبوظبي، إنهما سيزيدان الإنتاج مع خفض الأسعار، وهو ما يعطي المستهلكين الكبار الفرصة لملء المخزونات بأسعار أقل.
في حين قال مسؤول مطَّلع رفض ذكر اسمه: "إنه وقت مناسب لنا ولهما (شركة بترول أبوظبي الوطني وأرامكو السعودية) لإتمام الصفقات وملء الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية… وإذا كان هناك أي تأخير، فقد نملأ الاحتياطيات بأنفسنا".
وقال مصدر ثانٍ، رفض أيضاً ذكر اسمه، إن وزارة النفط خاطبت وزارة المالية لطلب ما بين 48 و50 مليار روبية (673.7 مليون دولار) تقريباً لشراء النفط في ثمانٍ أو تسع ناقلات خام عملاقة لملء المخزون.
في الوقت نفسه، لم يصدر بعدُ تعقيب من شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية ولا من وزارتي النفط والمالية الهنديتين، في حين امتنعت "أدنوك" و"أرامكو السعودية" عن التعقيب.
اقرأ أيضاً
الهند ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم
هذا وتستورد الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلِك للنفط في العالم، نحو 80 بالمئة من احتياجاتها النفطية، وبنَت مساحات تخزين في ثلاثة مواقع بجنوب البلاد؛ لتخزين ما يصل إلى 36.87 مليون برميل من النفط، بما يعادل خمسة ملايين طن، للتحوط من أي تعطل في الإمدادات.
كانت شركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية، وهي المسؤولة عن بناء مساحات تخزين، وقَّعت مذكرة تفاهم مع شركة النفط الإماراتية الوطنية "أدنوك" لتأجير نصف منشأة بادور التابعة لها والبالغة طاقتها 2.5 مليون طن.
إلى ذلك، وفي العام الماضي، وقّعت مذكرة تفاهم مع "أرامكو السعودية" لتأجير ربع مستودعات احتياطي بادور البترولي الاستراتيجي.
الاتفاق مع "أرامكو" يتيح لشركتي النفط الوطنيتين تخزين نفطهما، والذي سيلبي بعضه احتياجات الهند الاستراتيجية، مع إمكانية بيع الباقي لشركات التكرير الهندية.
كانت "أرامكو" قالت الأسبوع الماضي، إنها ستزيد إنتاجها في أبريل/نيسان إلى مستوى قياسي يبلغ 12.3 مليون برميل يومياً، في معركة على الحصة السوقية مع روسيا أسهمت في النزول الحاد بأسعار النفط.