هذه المرة بربطة عنق.. الفريق “حميدتي” في القاهرة وأزمة سد النهضة على رأس الملفات

وصل النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى العاصمة المصرية القاهرة.

عربي بوست
تم النشر: 2020/03/14 الساعة 20:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/14 الساعة 20:16 بتوقيت غرينتش
حميدتي أثناء وصوله إلى القاهرة

وصل النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد حمدان دقلو (حميدتي)، السبت 14 مارس/آذار 2020، إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة رسمية تستغرق يومين بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إذ يتصدر ملف سد النهضة المباحثات التي يجريها حميدتي في القاهرة.

الفريق حميدتي ظهر خلال استقباله في القاهرة بلباس مدني بعد أن تخلى عن زيه العسكري الذي دأب على ارتدائه خلال تنقلاته، سواء الخارجية أو داخل السودان.

تأتي الزيارة بعد أقل من أسبوع على زيارة أجراها عباس كامل إلى العاصمة السودانية الخرطوم، أكدت بدء تحرك مصر علناً في مسار استمالة الموقف السوداني لدفعه للتوقيع على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة والانضمام إلى مصر في مطالبتها إثيوبيا بالتوقيع.

أزمة سد النهضة على رأس الأولويات

زيارة المسؤول السوداني تأتي بعد أيام من رفض السودان قراراً من جامعة الدول العربية تعرب فيه عن دعمها للقاهرة في المفاوضات مع أديس أبابا بشأن سد النهضة الإثيوبي، وهو الموقف الذي أثار دهشة الجامعة العربية وأقلق السلطات المصرية.  

حسب تقرير موقع Al-Monitor الأمريكي، حظي مشروع القرار الذي طرحته مصر بموافقة جميع الدول أعضاء الجامعة، وهي 22 دولة، ما عدا السودان. واستشهدت مسودة بيان أولية بالحقوق التاريخية لكل من مصر والسودان في مياه النيل. لكن في خطوة مفاجئة، طلب السودان حذف اسمه من البيان، محتجاً بأنَّ مصر لم تشاوره في الأمر مسبقاً.

بينما رفض المحللون المصريون ووسائل الإعلام الموالية للحكومة لدرجة كبيرة موقف السودان "المثير للجدل" إزاء السد الإثيوبي، قائلين إنه أظهر تحيزاً واضحاً من جانب الجار الجنوبي لمصر لصالح إثيوبيا. 

كما انتقدت مقالة افتتاحية نشرها موقع "رأي اليوم" الإخباري، المملوك للقطاع الخاص، في 5 مارس/آذار، قرار الحكومة العسكرية السودانية بالابتعاد عن الحظيرة العربية والإعلان صراحةً عن خيارها بالانحياز إلى إثيوبيا ضد مصر في جامعة الدول العربية. وكانت بعض الأسئلة المكتوبة بالخط العريض فوق الافتتاحية: "من مصلحة من التواطؤ (مع إثيوبيا) لتجويع ملايين المصريين؟ من يقف وراء هذا التحول الدراماتيكي في الموقف الرسمي للسودان؟".

انتقادات متبادلة

من جانبه، رد الصحفي السوداني محمد مصطفى جامع على الانتقاد في مقال افتتاحي نُشِر على موقع "سما" الإخباري السوداني. وكتب يقول: "السودانيون متحدون في موقفهم بشأن سد النهضة، وهو موقف يتماشى مع الهدف الثوري المتمثل في (وضع) مصالح السودان أولاً".

لكن جمال بيومي، المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري والأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، ألقى باللوم في تمهيد السودان للانفصال عن الدول العربية على "نقص خبرة الحكومة الجديدة في السودان". وأشاد بيومي برد مصر على الإجراء ووصفه بأنه "متوازن" و "صحيح دبلوماسياً".

قال بيومي لموقع Al-Monitor إنَّ مصر أرسلت رئيس المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، إلى السودان بعد محاولة الاغتيال الفاشلة الأخيرة لحياة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك. ففي 9 مارس/آذار، نجا رئيس الوزراء السوداني من انفجار -يُعتقَد على نطاق واسع أنه كان محاولة اغتيال- وقع بالقرب من موكبه أثناء توجهه إلى مكتبه في الخرطوم.

وأضاف بيومي: "كان الغرض من هذه الخطوة إرسال رسالة واضحة إلى الخرطوم مفادها أنَّ مصر تساند الحكومة الانتقالية في الخرطوم في مواجهة الإرهاب، وأنَّ الدولتين تتشاركان ما هو أكثر من مجرد حدود، فمصيرهما مشترك".  

تحميل المزيد