قال الجيش العراقي، في بيان، الجمعة 13 مارس/آذار 2020، إن الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية على 4 مواقع تابعة لقوات الحشد الشعبي والشرطة والجيش بالعراق، وقد شملت المواقع المستهدفة موقعاً في النجف و3 أماكن أخرى إلى الجنوب من العاصمة بغداد، ثم أعلن مسؤول بمطار كربلاء تنفيذ ضربة جوية استهدفت المطار تحت الإنشاء. وتأتي الهجمات الأمريكية انتقاماً لهجوم معسكر التاجي الذي قُتل فيه جنديان أمريكيان وعسكري بريطاني، واتهمت قوات الحشد الشعبي وحزب الله المدعومة إيرانياً بالمسؤولية عن تنفيذه.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الضربات، التي بدت محدودة النطاق، استهدفت 5 مواقع لتخزين الأسلحة تستخدمها جماعة كتائب حزب الله، ومنها مخازن أسلحة استخدمت في هجمات على قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. ولم يذكر الجيش الأمريكي عدد الأشخاص الذين ربما قُتلوا في الضربات الأمريكية التي قال مسؤولون إنها نُفذت بطائرات بطيارين.
لكن لا يوجد ما يشير إلى عمليات قتل بارزة على غرار ما أجازه الرئيس دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني عندما قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني.
هذا، وقد حذر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، في بيان للبنتاغون بشأن الضربات، من أن الولايات المتحدة مستعدة للرد مجدداً إذا لزم الأمر، وقال إسبر: "سنتخذ أي إجراء ضروري لحماية قواتنا في العراق وفي المنطقة".
الرد الأمريكي على هجمات استهدفت قواته
كان ترامب قد سارع إلى تفويض الجيش بالرد على هجوم، الأربعاء 11 مارس/آذار، في العراق، والذي أطلق خلاله المسلحون عشرات من صواريخ كاتيوشا من شاحنة على معسكر التاجي شمالي بغداد، وفيه سقط نحو 18 صاروخاً على القاعدة من بين حوالي 30 تم إطلاقها.
كانت تلك ثالث مرة خلال الشهور الأخيرة التي يشن فيها الجيش الأمريكي هجمات على جماعة كتائب حزب الله. إذ قتل الجيش الأمريكي أكثر من 20 مسلحاً في ديسمبر/كانون الأول رداً على هجوم على قاعدة عراقية أسفر عن مقتل متعاقد أمريكي. وكانت الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت سليماني في يناير/كانون الثاني قد قتلت أيضاً مؤسس كتائب حزب الله أبومهدي المهندس.
ثم ردت إيران على الضربة الأمريكية بطائرات مسيرة التي قتلت سليماني بهجمات صاروخية من أراضيها على قاعدة عراقية تستضيف قوات أمريكية، ما أسفر عن إصابة أكثر من 100 جندي أمريكي بإصابات دماغية.
بعدها وقع هجوم صاروخي على معسكر التاجي في يوم ميلاد سليماني الثالث والستين، فيما يشير إلى أن المسلحين كانوا لا يزالون يتطلعون للثأر، وقد أسفر الهجوم عن إصابة نحو 14 من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، من بينهم جنود أمريكيون وبريطانيون وبولنديون وغيرهم إلى جانب متعاقدين، لتفذ من جهتها أمريكا ضربات جوية ضد مواقع تابعة لقوات الحشد الشعبي وحزب الله.
قانون يشرع الحرب على إيران، لكن بشروط
في إشارة إلى القلق من تحول التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى صراع مفتوح، أقر مجلس النواب الأمريكي الذي يقوده الديمقراطيون، الأربعاء 11 مارس/آذار، تشريعاً يقيد قدرة الرئيس على شن حرب على إيران.
إذ يطبق الرئيس الجمهوري سياسة "الضغوط القصوى" على طهران بعد أن أعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
وقد دار التوتر بين واشنطن وطهران في أغلبه على الأراضي العراقية في الأشهر الأخيرة، حيث تقصف جماعات مسلحة مدعومة من إيران بانتظام قواعد في العراق تستضيف الجنود الأمريكيين والمنطقة المحيطة بالسفارة الأمريكية في بغداد، ثم يأتي الرد الأمريكي سريعاً.