ردَّ مرشح ديمقراطي مسلم لعضوية الكونغرس الأمريكي بطريقة غير متوقعة على تغريدات معادية للمسلمين، تلقاها من أحد الناخبين المحافظين، بأن تبرَّع للحملة التي أطلقها "الرجل المحافظ" على منصة GoFundMe؛ من أجل المساعدة في تغطية ديونه الطبية.
قاسم راشد، وهو ديمقراطي مرشّح لعضوية الكونغرس، قال لشبكة NBC News الأمريكية، الثلاثاء 10 مارس/آذار 2020، إنَّ ناخباً محافظاً في دائرته الانتخابية بعث إليه بـ"تغريدات مؤلمة للغاية ومعادية للمسلمين"، الأسبوع الماضي، تضمَّنت صورة ادَّعت زوراً أنَّ الإسلام يُروِّج لأعمال العنف، مثل الاغتصاب وقطع الرؤوس.
قابَل الإساءة بالإحسان
الناخب أوسكار ديلون (66 عاماً)، وهو من سكان مدينة فريدريكسبيرغ بولاية فرجينيا، قال في حملة أطلقها، الشهر الماضي، على منصة GoFundMe الرامية إلى جمع التبرعات، إنَّ مدخراته التقاعدية نفدت. وأضاف أنَّ ذلك سببه تزايد تكاليف الرعاية الصحية له ولزوجته، ولأنَّ دخله السنوي يبلغ نحو 38 ألف دولار سنوياً، فإنَّ دخل الزوجين ينفد بحلول اليوم الثالث والعشرين من كل شهر.
كما كتب ديلون على منصة GoFundMe، أنَّ الزوجين عليهما ديون ناتجة عن علاج زوجته من مرض الانسداد الرئوي المُهدِّد لحياتها، وأنَّ منزلهما يحتاج تطويرات ملائمة لحياة العجَزة، لتتناسب مع حالتها.
من جهته، قال راشد، وهو مهاجر مسلم من باكستان يسعى للفوز بمقعد مجلس النواب الأمريكي الذي يشغله حالياً النائب عن الحزب الجمهوري روب ويتمان، في منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي إنَّه حين عَلِمَ بالمصاعب التي تواجه ديلون تبرَّع ليساعده على تغطية "الدين الطبي الثقيل" للزوجين.
وكتب راشد في تغريدة: "دِيني عكس ذلك، يُعلّمني أن أخدم كل البشرية"، مُضيفاً أنَّه تبرَّع بـ55 دولاراً لحملة ديلون على منصة GoFundMe. وشجَّع راشد كذلك أنصاره على التبرع لحملة ديلون.
وجمعت الحملة ما يقارب 19 ألف دولار حتى ظهر الثلاثاء 10 مارس/آذار، وهي تهدف إلى جمع أكثر من 26 ألف دولار. وحملت بعض التبرعات عنوان "بإلهامٍ من قاسم راشد".
اعتذار "عميق وودود"
قال راشد على مواقع التواصل الاجتماعي، إنَّه تلقّى بعد ذلك اعتذاراً "عميقاً" و"ودوداً" من ديلون، الذي طلب أيضاً من مرشح الكونغرس أن يزوره، وهو ما فعله راشد فعلاً.
كما نشر راشد صورة له مع ديلون في منشور على حسابه بموقع فيسبوك وتغريدة على تويتر يوم الأحد 8 مارس/آذار، وكتب: "التقيتُ اليوم صديقي الجديد أوز".
بينما أكَّد ديلون في مقابلة مع شبكة NBC News الأمريكية، أمس الثلاثاء، أنَّه أرسل التغريدات المعادية للمسلمين، ووصف لقاءه مع راشد بأنَّه "مذهل" و"مُربِك". وقال: "ما أحدثه هذا هو أنَّه أعاد فتح عينيّ. الحادي عشر من سبتمبر/أيلول كانت فترة مأساوية بالنسبة لي ولأسرتي".
كما أضاف ديلون أنَّ بعض أحبّائه كانوا في مرمى الخطر المباشر خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية، وأنَّه شعر بكراهية تجاه "الإسلام المتطرف" بعد الهجمات.
لكنَّ سخاء راشد وحالة الرأفة التي ظهرت نتيجة إلهامه للآخرين تركا ديلون يشعر بالإحراج وجعلاه يعيد التفكير في كراهيته. وقال: "أعاد هذا فتح عينيّ على ما قبل الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، حين كنتُ أنظر إلى الجميع باعتبارهم أشخاصاً. لقد أراني أنَّ هناك خيراً في كل مناحي الحياة".