نشرت وكالة الأنباء السعودية، الأحد 8 مارس/آذار 2020، صوراً للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في أول ظهور له عقب الاعتقالات التي طالت أمراء بالمملكة، على رأسهم شقيق الملك، أحمد بن عبدالعزيز، بعد اتهامهم بالتخطيط لتنفيذ انقلاب على ولي العهد.
تفاصيل أكثر: الوكالة السعودية قالت إن الملك سلمان حضر مراسم أداء قَسم سفيري السعودية المعينين لدى أوكرانيا، وجمهورية الأوروغواي الشرقية، مشيرةً إلى أن مسؤولين سعوديين آخرين حضروا المراسم، منهم الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومساعد السكرتير الخاص للملك سلمان، تميم بن عبدالعزيز السالم.
يأتي ظهور الملك سلمان، في وقت أشارت فيه تقارير صحف غربية إلى وجود علاقة بين الاعتقالات التي طالت الأمراء وتراجع الحالة الصحية للملك.
صحيفة The New York Times كانت قد ذكرت، السبت 7 مارس/آذار 2020، نقلاً عن مصادر -لم تسمها- قولها إنه "قد يكون أحد الدوافع المحتملة للاعتقالات الجديدة متعلقاً بتقدُّم الملك سلمان في العمر، إذ يبلغ 84 عاماً، فقد يكون ولي العهد يسعى إلى احتجاز كل المنافسين المحتملين لخلافة والده، قبل وفاة الملك أو تنحيه عن العرش".
الصحيفة أشارت في الوقت ذاته إلى أنه "لم يعطِ أيٌّ من الأمراء المعتقلين مؤخراً أيَّ إشارة على اعتزامهم منافسة ولي العهد على الحكم".
يأتي الظهور الجديد للملك، في أعقاب سجن السلطات السعودية عدداً من الأمراء، فإلى جانب الأمير أحمد، اعتُقل الأمير محمد بن نايف، ونواف بن نايف، وذلك في يوم الجمعة 6 مارس/آذار 2020.
من جانبه قال موقع Middle East Eye البريطاني، إن عدد الأمراء المعتقلين وصل إلى 20، بينما ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مصادرها أن "الملك سلمان وقع بنفسه على أمر اعتقال الأمراء".
لم تقتصر حملة الاعتقالات عند هذا الحد، حيث قالت وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد، نقلاً عن مصادرها، إن "الاعتقالات طالت عسكريين ومسؤولين في وزارة الداخلية، اتُّهموا بمساندة الأمراء المتهمين بتدبير الانقلاب".
يشار إلى أن السعودية لم تُعلق حتى اليوم على تقارير الصحف الغربية حول اعتقال الأمراء، وأشارت وكالة رويترز إلى أن الحكومة السعودية لم تردَّ على طلبات للتعليق على ما تم نشره بشأن سجن الأمراء.
المشهد العام: يُنظر إلى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على أنه الحاكم الفعلي للمملكة، إذ يسيطر على مفاصل الحكم الرئيسية، من الدفاع إلى الاقتصاد، وتُعرف عنه أيضاً رغبته في إخفاء آثار أي معارضة داخلية قبل وصوله رسمياً إلى العرش، وفقاً للوكالة الفرنسية.
كان الأمير محمد قد لقي إشادة في الداخل؛ لتخفيفه القيود الاجتماعية بالمملكة وفتح الاقتصاد، لكنه تعرَّض لانتقادات دولية، بسبب الحرب المدمرة في اليمن، وقتل الصحفي السعودي خاشقجي، واحتجاز نشطاء يدافعون عن حقوق المرأة في إطار حملة على المعارضة.
كما تعرض ولي العهد لانتقادات، بسبب اعتقاله رجال دين ونشطاء بارزين وأمراء ورجال أعمال نافذين، خلال عمله لتعزيز قبضته على السلطة.