سحب مركز "سيتي أوف لندن" للتمويل جائزةً من زعيمة ميانمار، أونغ سان سو تشي؛ على خلفية الممارسات الدموية بحق مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان، وفق ما ذكرته وكالة "الأناضول" الجمعة 6 مارس/آذار 2020.
إذ أجرت الهيئة الإدارية لمركز "سيتي أوف لندن"، المسؤول عن منطقة التمويل في العاصمة البريطانية، تصويتاً على إلغاء جائزة "حرية المدينة"، التي قدمها إلى سو تشي قبل 3 سنوات.
في يناير/كانون الثاني الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية ميانمار باتخاذ جميع التدابير التي في حدود سلطتها، لمنع وتجنُّب الإبادة الجماعية ضد أقلية الروهينغا المسلمة.
كما اعترفت زعيمة ميانمار، سو تشي، خلال إفادتها أمام محكمة العدل الدولية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، باستخدام بلادها "قوة غير متناسبة"، في التعامل مع مسلمي ولاية أراكان. وقالت سو تشي: "لا أستبعد استخدام قوة غير متناسبة (في أراكان)، لكن هذا الأمر لا يرقى إلى حد الإبادة الجماعية".
جرائم جيش ميانمار في حق مسلمي الروهينغا
قال عضو بالبرلمان واثنان من السكان بداية شهر مارس/آذار الجاري، إن خمسة أشخاص على الأقل، منهم طفل، قُتلوا وأُصيب آخرون بعدما اشتبكت قوات ميانمار مع مسلحين في ولاية راخين التي تمزقها الصراعات بغرب البلاد.
وقال تون ثار سين عضو البرلمان المحلي، وخين ثو خا المتحدث باسم جماعة "جيش إنقاذ روهينغا أراكان"، إن القتال اندلع السبت، بعد مهاجمة الجماعة قافلة عسكرية تمر أمام بلدة مراوك يو.
وألقى المتحدث باسم الجماعة اللوم على القوات الحكومية في قتل مدنيين. بينما ذكر المتحدث باسم "جيش إنقاذ روهينغا أراكان"، في رسالة، أن قذائف مدفعية الجيش أصابت قرية بو تا لون؛ وهو ما أدى إلى مقتل أربعة.
وقال عضو البرلمان الذي يعمل بقطاع الصحة وعالج المصابين وأحد سكان القرية، إن خمسة أشخاص على الأقل تُوفوا، وأضاف القروي أن طفلاً يبلغ من العمر 12 عاماً، كان بين القتلى.
منذ 25 أغسطس/آب 2017، تشن القوات المسلحة في ميانمار، وميليشيات بوذية، حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهينغا في أراكان.
إذ أسفرت الجرائم المستمرة منذ ذلك الحين، عن مقتل آلاف الروهينغيين، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
خطة إنسانية لجمع أكثر من 800 مليون دولار
أعلنت الأمم المتحدة، مؤخراً، عن خطة إنسانية لجمع 877 مليون دولار، العام الحالي، لحساب لاجئي الروهينغا الفارين من ميانمار والسكان المحليين الأشد ضعفاً في بنغلاديش، التي تستضيف اللاجئين منذ نحو 3 سنوات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وأوضح دوغريك، أن النداء الإنساني أطلقته وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها من المنظمات غير الحكومية؛ لتغطية تكاليف مواجهة الأزمة الإنسانية الناتجة عن فرار مئات الآلاف من الروهينغا من ميانمار إلى بنغلاديش المجاورة.
وقال دوغريك، إن "الغرض من النداء الإنساني هو تلبية احتياجات نحو 855 ألفاً من لاجئي الروهينغا الفارين من ميانمار، وأكثر من 444 ألف شخص من السكان المحليين الأشد ضعفاً في بنغلاديش".
تضم أبرز الاحتياجات مساعدات تشمل الغذاء والشراب والمأوى، بهدف "ضمان سلامة وكرامة اللاجئين الروهينغا ورفاه السكان المحليين في بنغلاديش". وتابع: "هذا العام يصادف مرور 3 سنوات على لجوء معظم اللاجئين الروهينغا إلى بنغلاديش، بعد فرارهم من ميانمار في عام 2017".
العام الماضي، أطلقت الأمم المتحدة نداء إنسانياً للغرض ذاته، بقيمة 921 مليون دولار، وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أنه تمت تغطية الخطة بنحو 70%، أي ما يقارب 650 مليون دولار.