بدت الأحزاب العربية الإسرائيلية مستعدة، الثلاثاء 3 مارس/آذار 2020، لأكبر تمثيل لها على الإطلاق في البرلمان (الكنيست)، مدفوعة بما يقول المحللون إنه شعور بالغضب تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفائه في الولايات المتحدة.
فمع فرز أكثر من 90% من الأصوات، بدا أن ائتلاف القائمة المشتركة التي تهيمن عليها الأحزاب العربية سيشغل 15 مقعداً من أصل 120 مقعداً في البرلمان، بزيادة مقعدين لممثلي الأقلية العربية بنسبة 21%.
سياق الخبر: يأتي الكشف عن نسبة الكتلة العربية في الانتخابات الإسرائيلية في وقت تدور فيه نقاشات حول مساعي بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة مقبلة. هذا وزاد إقبال الناخبين العرب إلى 64.7%، وهو الأعلى منذ 20 عاماً، وفقاً لما قاله أريك رودنيتزكي الباحث في معهد الديمقراطية الإسرائيلي.
القائمة المشتركة: قال ساسة ومحللون إن هذا الأداء القوي ساعد في الحد من المكاسب التي حققها حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو وشركائه، وذلك بعدم الحصول على أغلبية حاكمة على ما يبدو بعد تصويت الإثنين.
فيما قال أيمن عودة، رئيس ائتلاف القائمة المشتركة في مدينة شفاعمرو العربية، أمام مؤيدين مبتهجين التقطوا صوراً شخصية مع السياسيين حتى وقت متأخر من ليلة الانتخابات "نظام نتنياهو لم يحصل على 61 (مقعداً) لسبب واحد: صعود القائمة المشتركة".
لكن من غير المرجح أن تترجم القائمة المشتركة هذا الأداء الذي لم يسبق له مثيل إلى ممارسة نفوذ خلال مفاوضات الائتلاف، لأنه لم يسبق لأي حزب عربي الحصول على منصب وزاري في حكومة إسرائيلية.
مصير الكتلة العربية: نفى زعيم حزب أزرق أبيض، المنافس الرئيسي لليكود، أن تعتمد أي حكومة يقودها حزبه على القائمة المشتركة، بعد أن حاول الليكود تشويهها خلال الحملة من خلال ربطها بالأعضاء العرب في الكنيست.
في المقابل احتج كثيرون من مواطني إسرائيل العرب على اقتراح في خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أُطلق عليها اسم "صفقة القرن"، من شأنه أن يضع مجموعة من المدن العربية الإسرائيلية بالقرب من الضفة الغربية في دولة فلسطين المزمع إقامتها في المستقبل.
استغلال صفقة القرن: استغلت القائمة المشتركة الغضب العربي في تلك المجتمعات الحدودية من احتمال حرمانها من مزايا المواطنة الإسرائيلية، وذلك لتشجيع الناس على التصويت.
حيث قال رودنيتزكي إن القائمة حصلت كذلك على دعم من المواطنين العرب الذين صوتوا للأحزاب الإسرائيلية غير العربية اليسارية في الانتخابات السابقة التي جرت في سبتمبر/أيلول.
أما في الطيبة، وهي قرية عربية تصطف على جانبيها الأشجار فربما تصبح خارج إسرائيل بموجب خطة ترامب، قال أحمد عويضة إنه أدلى بصوته لمواجهة ما سماه "عنصرية نتنياهو"، ورفض خطة السلام الأمريكية بالشرق الأوسط.
في حين قالت ريناد مصلح جبارة، وهي أيضاً من سكان الطيبة، إنها تأمل أن يؤدي الأداء القوي للقائمة المشتركة "إلى زيادة وعي الناس بضرورة ممارسة حقها الطبيعي والديمقراطي في التصويت في انتخابات الكنيست".
العودة للوراء: تنحدر أصول معظم الأقلية العربية في إسرائيل من نسل الفلسطينيين الذين عاشوا تحت الحكم العثماني، ثم الاستعمار البريطاني، قبل البقاء في إسرائيل بعد إنشائها عام 1948 والحصول على الجنسية الإسرائيلية.
إلى ذلك، فكثيراً ما يدعو الأعضاء العرب في الكنيست إلى إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ويشكون من أن مجتمعاتهم تواجه التمييز في مجالات مثل الصحة والتعليم والإسكان.
نتنياهو، ورداً على ذلك، يقول إن خطته الاستثمارية التي تبلغ قيمتها 15 مليار شيكل (4.34 مليار دولار) للقطاع العربي، هي الأكبر على الإطلاق من قبل حكومة إسرائيلية.