لن نقبل بأي لاجئ جديد في الأراضي التركية.. ما هي أهداف عملية “درع الربيع”؟

عدد القراءات
4,653
عربي بوست
تم النشر: 2020/03/03 الساعة 12:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/03 الساعة 12:35 بتوقيت غرينتش
لن نقبل بأي لاجئ جديد في الأراضي التركية.. ما هي أهداف عملية "درع الربيع"؟

في ضوء التطورات الأخيرة في المشهد السوري، يظن البعض ويتساءل آخرون: هل تظن أن تركيا أخطأت بالدخول إلى المعترك السوري؟

وعلى هؤلاء أجيب: بالتأكيد لا، نفذت تركيا حتى اليوم ثلاث عمليات عسكرية ناجحة في سوريا لتأمين أمنها القومي وحماية مصالحها وشعبها. وعملية درع الربيع التي تنفذها تركيا اليوم في إدلب تهدف إلى تأمين حقوق تركيا ضمن إطار اتفاقية سوتشي ولوقف مجازر النظام السوري ولمواجهة أي موجة لجوء جديدة.

بالإضافة لحماية أمنها القومي، ولذلك، من المؤكد، أن الخط الأحمر بالنسبة لتركيا التي لن تقبل لأي طرف بتجاوزه أو دفعها إليه هو استضافة أي لاجئ جديد، لأنها لم تعد قادرة على ذلك بشكل صريح. لأن هؤلاء اللاجئين والنازحين إلى تركيا، يجب أن توفر لهم مساكن ومصادر دخل تضمن لهم الكرامة الإنسانية وهو ما يضع على عاتق تركيا ما لا يطاق. ولذلك تهدف عملية "درع الربيع" إلى تحقيق عودة اللاجئين والنازحين إلى بيوتهم عبر تحقيق الاستقرار والأمن وإنهاء المواجهات في إدلب. 

ورغم الخسائر التي وقعت وتلك المتوقع وقوعها في خضم عملية "درع الربيع" فإن تركيا والقيادة السياسية عاقدة العزم ومصممة على استكمال المهمة. مع سعي ورغبة تركيا في الحفاظ على علاقاتها مع روسيا، التي تورطت وتتورط بشكل كبير في حمام الدم السوري في السنوات الأخيرة. وعلى روسيا أن تقبل باتفاقية تأخذ بعين الاعتبار احتياجات ومخاوف ومصالح تركيا في إدلب. هذه الاتفاقية ممكنة من خلال انسحاب قوات النظام حتى حدود اتفاقية سوتشي التي تم التوصل إليها في سبتمبر/أيلول 2018. وفي هذا السياق فإن القمة التي ستعقد بين الرئيس أردوغان والرئيس الروسي بوتين في غاية الأهمية.

خريطة الحلفاء 

يقول البعض إن التدخل التركي في سوريا لم يبق لتركيا حليفاً فالدول العربية تؤيد الآن النظام السوري وعلاقتنا بأمريكا متوترة والآن جاء هذا الملف ليوتر علاقتنا بروسيا وإيران. لكن عندما تكون المسألة متعلقة بالأمن القومي، فإن تركيا لا تعطي اعتباراً لأي تصريح أو أي موقف من أي جهة. لكن من الواضح، أنه وعلى الرغم من وجود بعض المشاكل بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، فإن العلاقات بين الطرفين لا يمكن وصفها بالسيئة. بالإضافة لكون كل من تركيا والولايات المتحدة حليفين ضمن حلف الناتو، فإن تركيا تمثل الجيش الثاني الأكبر في الناتو. أما بالنسبة لإيران وروسيا، فإن علاقة تركيا معهما فيما يتعلق بالملف السوري تأتي من كون كلا الدولتين تمثلان ضامناً لمسار أستانا. طبعاً، بالنسبة لتركيا فإنها تعمل على جانب تعزيز العلاقات وتطويرها مع كل الحلفاء. ولا يجب ترك المجال لإمكانية حدوث حالة من عدم الثقة مع إيران وروسيا بسبب الوضع في إدلب. كما أنه يجب أخذ تصور هاتين الدولتين عن الحالة السورية بعين الاعتبار. وأعتقد أنه من الحكمة أن تأخذ هذه الدول حساسيات تركيا بعين الاعتبار.

بالنسبة للأنظمة العربي، فإنه يكفيهم عاراً أن يدعموا نظاماً قاتلاً مثل النظام السوري. دعمهم لنظام الأسد هو نتيجة لمساعيهم في تحويل الربيع العربي إلى شتاء قارس، كما فعلوا في مصر ويحاولون في ليبيا. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه وعلى رغم جهود ومساعي بعض الأنظمة العربية وحملاتهم الإعلامية ضد تركيا، فإن تركيا قادرة على الوصول للشارع العربي ومخاطبته، وهي ترى وتشعر بدعم الشارع العربي لها. الشعوب العربية تشارك تركيا المشاعر والتوجه. 

الثأر للشهداء

أصابتنا جميعاً، وأصاب المسلمين كافة، حزن عميق بمقتل الجنود الأتراك في سوريا. وحاول البعض زرع الفتنة بين صفوف الشعب التركي، لكن شعبنا واحد وموحّد. روح هذا الشعب قائمة على الإصرار والعزيمة التي لا تنكسر، والموقف الذي لا تنازل فيه. عائلات الشهداء مستعدة لتقديم ليس شهيداً واحداً فحسب، بل كل أبنائها في سبيل الدفاع عن هذا الوطن. ستبقى مكانة الشهداء وذكراهم العزيزة حية في قلب الشعب التركي. وقد قام الجيش التركي المظفر بالثأر لدماء الشهداء قبل أن تجف، وسيستمر في ذلك.

أمر الله إيشلر هو مبعوث الرئيس التركي الخاص إلى ليبيا وعضو لجنة الأمن القومي والاستخبارات بالبرلمان التركي. ونائب رئيس الوزراء التركي السابق. وهو حاصل على درجة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أمر الله إيشلر
مبعوث الرئيس التركي الخاص إلى ليبيا
أمر الله إيشلر هو مبعوث الرئيس التركي الخاص إلى ليبيا وعضو لجنة الأمن القومي والاستخبارات بالبرلمان التركي. ونائب رئيس الوزراء التركي السابق. وهو حاصل على درجة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية.
تحميل المزيد