ورغم الخسائر التي وقعت وتلك المتوقع وقوعها في خضم عملية "درع الربيع" فإن تركيا والقيادة السياسية عاقدة العزم ومصممة على استكمال المهمة. مع سعي ورغبة تركيا في الحفاظ على علاقاتها مع روسيا، التي تورطت وتتورط بشكل كبير في حمام الدم السوري في السنوات الأخيرة. وعلى روسيا أن تقبل باتفاقية تأخذ بعين الاعتبار احتياجات ومخاوف ومصالح تركيا في إدلب. هذه الاتفاقية ممكنة من خلال انسحاب قوات النظام حتى حدود اتفاقية سوتشي التي تم التوصل إليها في سبتمبر/أيلول 2018. وفي هذا السياق فإن القمة التي ستعقد بين الرئيس أردوغان والرئيس الروسي بوتين في غاية الأهمية.
خريطة الحلفاء
يقول البعض إن التدخل التركي في سوريا لم يبق لتركيا حليفاً فالدول العربية تؤيد الآن النظام السوري وعلاقتنا بأمريكا متوترة والآن جاء هذا الملف ليوتر علاقتنا بروسيا وإيران. لكن عندما تكون المسألة متعلقة بالأمن القومي، فإن تركيا لا تعطي اعتباراً لأي تصريح أو أي موقف من أي جهة. لكن من الواضح، أنه وعلى الرغم من وجود بعض المشاكل بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، فإن العلاقات بين الطرفين لا يمكن وصفها بالسيئة. بالإضافة لكون كل من تركيا والولايات المتحدة حليفين ضمن حلف الناتو، فإن تركيا تمثل الجيش الثاني الأكبر في الناتو. أما بالنسبة لإيران وروسيا، فإن علاقة تركيا معهما فيما يتعلق بالملف السوري تأتي من كون كلا الدولتين تمثلان ضامناً لمسار أستانا. طبعاً، بالنسبة لتركيا فإنها تعمل على جانب تعزيز العلاقات وتطويرها مع كل الحلفاء. ولا يجب ترك المجال لإمكانية حدوث حالة من عدم الثقة مع إيران وروسيا بسبب الوضع في إدلب. كما أنه يجب أخذ تصور هاتين الدولتين عن الحالة السورية بعين الاعتبار. وأعتقد أنه من الحكمة أن تأخذ هذه الدول حساسيات تركيا بعين الاعتبار.
بالنسبة للأنظمة العربي، فإنه يكفيهم عاراً أن يدعموا نظاماً قاتلاً مثل النظام السوري. دعمهم لنظام الأسد هو نتيجة لمساعيهم في تحويل الربيع العربي إلى شتاء قارس، كما فعلوا في مصر ويحاولون في ليبيا. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه وعلى رغم جهود ومساعي بعض الأنظمة العربية وحملاتهم الإعلامية ضد تركيا، فإن تركيا قادرة على الوصول للشارع العربي ومخاطبته، وهي ترى وتشعر بدعم الشارع العربي لها. الشعوب العربية تشارك تركيا المشاعر والتوجه.
الثأر للشهداء
أمر الله إيشلر هو مبعوث الرئيس التركي الخاص إلى ليبيا وعضو لجنة الأمن القومي والاستخبارات بالبرلمان التركي. ونائب رئيس الوزراء التركي السابق. وهو حاصل على درجة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.