أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الأحد 1 مارس/آذار 2020، أن عدد المهاجرين الذين غادروا من ولاية أدرنة التركية باتجاه أوروبا، بلغ أكثر من 76 ألفاً عقب فتح تركيا حدود بلادها لهم، لكن اليونان أكدت مجدداً أنها لن تسمح للمهاجرين بالعبور.
تفاصيل أكثر: صويلو وفي تغريدة على حسابه الرسمي بـ"تويتر"، قال إن "76 ألفاً و358 مهاجراً غير نظامي غادروا باتجاه الدول الأوروبية لغاية الساعة الـ09:55 بالتوقيت المحلي من صباح الأحد (06:50 ت.غ)".
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن مهاجرين قادمين من إسطنبول، وبينهم سوريون وعراقيون وأفغان، يعبرون الحقول سيراً على الأقدام بعضهم خلف بعض، باتجاه معبر كاستانييس من الجانب اليوناني، وبينهم نساء وأطفال.
يأتي تدفق المهاجرين إلى الحدود الغربية لتركيا، بعدما فتحت أنقرة الحدود ابتداءً من مساء الخميس 27 فبراير/شباط 2020، ويبدو أن الأرقام ستزداد، إذ أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستُبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين في التوجه إلى أوروبا، مؤكداً أن تركيا لا طاقة لها لاستيعاب موجة هجرة جديدة.
من جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه" إزاء الوضع، معلناً استعداده لتقديم مساعدة إضافية لليونان وبلغاريا الحدوديتين مع تركيا.
مواجهة المهاجرين: مع احتشاد أعداد ضخمة من المهاجرين على حدودها، عززت اليونان من إجراءاتها الأمنية، حيث أطلقت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع؛ لإبعاد مئات المهاجرين الذين احتشدوا لعبور الحدود، في حين ردّ المهاجرون برمي الحجارة.
ميخائيلس كريسوهويديس، وزير الأمن العام اليوناني، قال في تصريح للصحفيين: "لم يأتوا (المهاجرون) إلى هنا بأنفسهم. إنهم يُرسَلون ويُستخدمون من جارتنا تركيا"، وفق تعبيره.
ردَّت تركيا على الاتهامات اليونانية، وقال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو في تغريدة مصحوبة بصور لمئات جالسين خارج الموقع الحدودي اليوناني: "انظروا من يحاضروننا بشأن القانون الدولي! إنهم يلقون قنابل الغاز المسيل للدموع بخزيٍ على آلاف الأبرياء المحتشدين عند بواباتهم".
أضاف الوزير التركي: "ليس علينا التزام لمنع الناس من مغادرة بلادنا، لكن اليونان عليها واجب معاملتهم كبشر!"، وفقاً لوكالة رويترز.
أما ستليوس بيتساس المتحدث باسم الحكومة الينانية، فقال للصحفيين: "واجهت اليونان أمس، محاولةً منظمةً وجماعيةً وغير قانونية لانتهاك حدودها، وصدَّت تلك المحاولة"، في إشارة إلى بدء احتشاد المهاجرين يوم الجمعة.
أشارت اليونان إلى أنها ستفعل كل ما يلزم لحماية حدودها، وأضافت على لسان المتحدث باسم الحكومة، أن "السلطات اليونانية أحبطت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، محاولات أربعة آلاف شخص لعبور الحدود".
كانت اليونان بوابة رئيسية لمئات الآلاف من طالبي اللجوء في 2015 و2016، لكنها أكدت أنها لن تسمح بدخول المهاجرين، كما أن الاتحاد الأوروبي قال إنه يدعم اليونان وبلغاريا في حماية حدود التكتل، لكنه سعى أيضاً إلى تهدئة أنقرة، وعبَّر عن تعازيه لتركيا في وفاة جنود أتراك بإدلب في سوريا.
خلفية الحدث: تقيم بلدية إسطنبول نقاط تجمُّع للاجئين، حيث أمَّنت لهم حافلات نقلٍ نقلتهم للمنطقة الحدودية، وما يزال تدفُّق اللاجئين نحو اليونان مستمراً.
هذه الخطوة التركية جاءت للضغط على الدول الأوروبية، حيث تقول أنقرة إن أوروبا لم تفي بتعهداتها كافة لدعم اللاجئين في تركيا، كما تقول أنقرة إنها غير قادرة على تحمُّل موجات لجوء جديدة إلى بلادها، وتطالب في الوقت نفسه بدعم أوروبي لإقامة منطقة آمنة شمال سوريا.