يجاهد الاتحاد الأوروبي الحريص على تجنب تكرار فوضى تدفق المهاجرين في عامي 2015 و2016، لاتخاذ موقف بعدما قالت تركيا إنها لن تلتزم بعد الآن باتفاق مبرم عام 2016، كانت تمنع بموجبه اللاجئين والمهاجرين من التوجه إلى أوروبا.
فيما يلي الخيارات المطروحة أمام الاتحاد الأوروبي بعدما جدد التصاعد الأخير في الحرب السورية مخاوف أوروبا بشأن الهجرة.
هل يعطي تركيا المزيد من المال؟
أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقاً مع تركيا في مارس/آذار عام 2016، لدفع ستة مليارات يورو (6.6 مليار دولار) في مقابل أن تمنع أنقرة اللاجئين والمهاجرين على أراضيها من السفر إلى أوروبا.
خفض الاتفاق منذ ذلك الحين أعداد الواصلين إلى الاتحاد الأوروبي من تركيا بدرجة كبيرة، وقال الاتحاد إنه عازم على الإبقاء على الاتفاق مع أنقرة مما يعني احتمال تقديم المزيد من المال لها.
لكن من الصعب الترويج لذلك بين الدول الأعضاء في الاتحاد، وعددها 27 دولة، في وقت تختلف فيه هذه الدول على الموازنة التالية طويلة الأجل اعتباراً من 2021.
إبداء الدعم رغم توتر العلاقات
اتصل شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت لإبداء تضامنه مع أنقرة بعد أن قتلت غارة جوية شنتها القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا أكثر من 30 جندياً تركياً الأسبوع الماضي.
لكن صدور البيان عن ميشيل وليس الدول الأعضاء يلقي الضوء على الانقسامات داخل التكتل بشأن تركيا.
وتوترت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة منذ أن نظم أردوغان حملة كاسحة على المعارضين في تركيا في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة على حكمه في 2016، وقتل فيها مئات من الجنود.
في الفترة الأخيرة، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أنقرة بسبب عمليات تنقيب قبالة قبرص. والعلاقات متوترة بين تركيا واليونان العضو في الاتحاد الأوروبي حتى في أحسن الظروف.
هناك حدود مشتركة بين اليونان وتركيا. وتبادلت الدولتان الاتهامات والانتقادات بسبب تصاعد التوتر على الحدود حيث بدأ اللاجئون والمهاجرون في الوفود بأعداد كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية.
زيادة المساعدات الإنسانية
أشار ميشيل بالفعل إلى استعداد الاتحاد لزيادة الدعم الإنساني لمنطقة إدلب في شمال غرب سوريا، وهي من آخر المناطق التي تسيطر عليها معارضة مدعومة من تركيا تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من موسكو.
مساعدة اليونان وبلغاريا على الحدود
دعت المفوضية الأوروبية لاجتماع طارئ لوزراء الهجرة في دول الاتحاد وقالت إنها مستعدة لإشراك وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس) في المساعدة على مراقبة حدود التكتل الخارجية مع تركيا في اليونان وبلغاريا.
في عامي 2015 و2016، اجتاحت أعداد ضخمة من الوافدين الجدد اليونان التي سمحت للعديد منهم بالمضي قدماً إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. وردت دول أخرى بإعادة فرض إجراءات فحص الهوية على حدودها داخل منطقة حرية السفر بالاتحاد الأوروبي لمنع حركة الناس غير المنضبطة.
منطقة حرية السفر من الإنجازات الرئيسية للتكامل الأوروبي. ويريد الاتحاد تجنب أي انهيار آخر للنظام ولا يريد تأجيج خلافات مريرة بين الدول الأعضاء بشأن من المسؤول عن وصول اللاجئين والمهاجرين.
حشد الضغط السياسي
ينظر في بروكسل إلى قرار تركيا فتح الطريق لأوروبا أمام اللاجئين والمهاجرين رداً على قصف إدلب كمحاولة لاستدراج الاتحاد الأوروبي وضمان دعم لتركيا في مواجهة روسيا.
ربما تجتمع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إدلب يوم الخامس من مارس/آذار.
أبدت ميركل وماكرون ورئيس حلف شمال الأطلسي بالفعل قلقهم بشأن الوضع الإنساني في إدلب وحثوا على إنهاء الصراع.