بحلول عام 2030 سيشهد العالم الكثير من التغييرات الكبرى، منها ما سيكون جيداً ومنها ما سيسبب مصدر رعب لنا، هذه القائمة كتبها الباحث المعنيّ بشؤون المستقبل أندرو وينستون، ونشرها معهد ماساتشوستس التقني.
ويعد معهد ماساتشوستس التقني من المعاهد المتألقة عالمياً في مجال العلوم، أسسه عالم الأحياء ويليام باتون روغرس في 1861، وأخرج على مر العقود العديد من أعظم المبتكرين وروّاد الأعمال الذين حصلوا على العشرات من جوائز نوبل، وفق مجلة INC الأمريكية.
فما هي هذه التوقعات؟ ولماذا علينا الإذعان لها؟
1 – تغيير ديموغرافي (سكاني)
سوف يعيش الناس أطول، وبحلول عام 2030، سوف يكون هناك أكثر من مليار شخص تتجاوز أعمارهم الـ65.
2 – التحضّر
سوف ينتقل عدد أكبر ومتزايد من السكان من الريف إلى المدن، وبحلول عام 2030، سوف يعيش أكثر من ثلثي سكان العالم في المراكز الحضرية.
3 – الشفافية
سوف يزداد حجم البيانات المتوفرة عن كل الأشخاص، بدءاً من الأفراد وصولاً إلى المؤسسات بشكل كبير جداً، وسوف يزداد كذلك الضغط لمشاركة تلك المعلومات، ولن يعد من الممكن إخفاء أية أسرار.
4 – الأزمة المناخية
على الرغم من زيادة الوعي بتبعات تلك الأزمة، سوف تستمر معاناة الحكومات في سبيل تحقيق التوازن بين الاحتياجات البيئية على المدى البعيد والنتائج الاقتصادية قصيرة المدى.
5 – شح المياه
سوف تصبح المياه مصدراً شحيحاً، وبالتالي سوف تعاني العديد من المدن من نقص مستمر للمياه والجفاف.
6 – التقنيات النظيفة
بسبب الأزمة المناخية وشح المياه سوف نرى أمراً مناقضاً ولكنه جيد، وهو تطور التقنيات التي ستجعل بنيتنا التحتية الجماعية أكثر كفاءة وفعالية.
7 – التحولات التقنية
سوف تواصل التكنولوجيا تطورها بشكل أكبر، لذلك سوف نرى بحلول عام 2030، مستويات من الذكاء الصناعي معقولة التكلفة تضاهي مستوى ذكاء البشر.
8 – السياسة العالمية
المشكلات العالمية تتطلب استجابات موحدة على المستوى العالمي، إلا أنه من غير المحتمل أن تكون الدول القومية قادرة على الحكم بشكل جماعي أو فعال، ناهيك عن التعاون مع الدول الأخرى. ونتيجة لذلك، سوف يقع على عاتق الشركات حل تلك المشكلات.
9 – القومية
قد يزداد انتشار النزعة القومية، مع استمرار زيادة رُهاب الأجانب والغرباء.
العوامل المشتركة بين تلك التوجهات الكبرى!
- التسارع لأن الابتكار يسير بخطى مسرعة نحو المستقبل، وبوتيرة تصاعدية متزايدة.
- حلول العديد من المشكلات المذكورة بالأعلى معروفة، ولكن لا توجد إرادة للتنفيذ أو الحل، على سبيل المثال، نعرف منذ سنوات ما يلزم لتجنب الكارثة المناخية، ومع ذلك، يبدو أن العديد من قادة العالم يريدون الحفاظ على الوضع الراهن بمنتهى القوة.
- بخلاف رقم 9 في القائمة، معظم التوجهات الكبرى الأخرى تتخذ منحى تصاعدياً لا رجعة فيه. على سبيل المثال، من غير المرجح أن ينخفض تأثر العالم خلال العقد المقبل بالتغيرات المناخية أو أن يكون قادراً على التغلّب على مشكلة ندرة الموارد أو أن يصبح أقل شفافية. بينما صعود النزعة القومية، في المقابل، قد يزيد وينقص.
ما الذي يمكننا فعله؟
يقدم وينستون أربع توصيات:
- إشراك جميع من في عالم الشركات والأعمال في الأزمة المناخية: إذ يجب أن يبدأ انتشار النشاط المناخي من مستوى القاعدة، وأن يشارك الجميع في ذلك: أصحاب الأعمال، والعاملون، والعملاء، والموردون، وحتى المنافسون. يجب أن تكون محاربة التغيرات المناخية نشاطاً جماعياً.
- زيادة الاهتمام بالجانب الإنساني في الشركات والأعمال: سوف تؤثر التقنية، لا سيما الذكاء الصناعي، على القوى العاملة بالكامل وسوف تتضرر منها بعض القطاعات مثل الرعاية الصحية والنقل، ولكن يجب مراعاة الجانب الإنساني عند بدء الاعتماد على تلك التقنيات، كما يجب أن يراعي أصحاب الأعمال التكلفة الإنسانية المصاحبة لقرار الاعتماد على التقنيات الحديثة.
- التكيّف مع الشفافية: لا حيلة في ذلك، كل جيل في بيئة العمل يطالب بالمزيد والمزيد من الشفافية.
- الاستماع إلى الجيل الجديد: خلال 10 سنوات، سوف يكون جيل الألفية في العقد الرابع من عمرهم، وجيل ما بعد الألفية في العقد الثالث من عمرهم، وسوف يمثّل هذان الجيلان معاً الأغلبية العظمى للقوى العاملة في السوق.