إعادة أبنائهم إلى الوطن وضمان محاكمات عادلة.. ما هي طلبات أهالي الدواعش من ملك المغرب؟

عدد القراءات
5,101
عربي بوست
تم النشر: 2020/02/26 الساعة 16:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/26 الساعة 16:51 بتوقيت غرينتش
إعادة أبنائهم إلى الوطن وضمان محاكمات عادلة.. ما هي طلبات أهالي الدواعش من ملك المغرب؟

تتوالى خيبات الحالمين بجنة الجهاد والأمل المفقود في بلاد الشام والعراق وغيرها من بؤر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويعاني الآن العديد من الشبان من جنسيات مختلفة كثيراً من الويلات. وتكشف التقارير الدولية حقيقة الوضع المزري للعالقين، وخصوصاً المغاربة العالقين في جهنم "مخيمات الهول"، لدى الأكراد والراغبين في العودة إلى جنة الوطن.

لكن ويلات أهل التطرف من أتباع داعش جلية في تكفير المجتمع والحلم بالخلافة وجنة الجهاد، رغم اختلاف السبل التي غادر بها هؤلاء الوطن نحو وجهة النعيم المحطم، بتحطم الصنم في عقولهم.

وبعد فشل محاولات عدة في إيجاد حلول لهم، وبغية إرغام الدولة على استقبالهم والتدخل من أجل إنقاذهم، وبعد أن باءت المناشدات الدولية والحقوقية والمنظمات المختلفة لإرغام الدولة على الاستجابة بالفشل، بادرت بعض أسر المعتقلين المغاربة العالقين بسوريا والعراق إلى تأسيس تنسيقية وطنية تحت اسم "التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة بسوريا والعراق". نحن نتحدث عن تنسيقية تمثل حوالي 160 رجلاً وامرأة وأطفالاً من أبناء المغرب.

وهي مبادرة لعلها تكون محط تفعيل المقولة الخادمة للملك الراحل الحسن الثاني: "إن الوطن غفور رحيم"، أو تكون آلية للضغط على الجهات المسؤولة من أجل إجبار الدولة على تحمل ما فشلت فيه الأسر تجاه أبنائها وبناتها في الإرشاد والتوجيه وتبيين الفكر المتطرف.

 وقد عملت التنسيقة على وضع جملة من الأهداف منها:

  1. المطالبة بإعادة واسترجاع جميع المغاربة المعتقلين والعالقين والمحتجزين بسوريا والعراق.
  2. ضمان المحاكمة العادلة بعد العودة.
  3. التدخل لدى الجهات المسؤولة والسلطات بهدف الإسراع في عملية الترحيل.
  4. المساهمة في كل المبادرات التي تهدف للتعاون مع التنسيقية في تحقيق أهدافها.
  5. ضمان المواكبة النفسية والصحية لكل العائدين.
  6. المساهمة في دمج وإعادة تأهيل العائدين اجتماعياً.
  7. دمج الأطفال العائدين في المنظومة التربوية والتعليمية.
  8. تسهيل الحصول على الوثائق الإدارية اللازمة.

بعض من هذه الأهداف أو ربما أغلبها يعاني من استحالة التحقُّق، ليس فقط لمن يحاولون إعادتهم من سوريا والعراق، ولكن حتى لمن أُفرج عنهم من معتقلي التطرف والفكر التكفيري وغيرهم من السجون المغربية، الذين يعانون من عدم الإدماج ومن صعوبة الثقة في صدق مراجعاتهم أو حتى تفكيرهم، فمن كفر وتنكر لفضل وطن يصعب أن يستعيد الوطن ثقته فيه وإن طال الزمن. ورغم الجهود المبذولة من الدولة بكل مؤسساتها مازال المفرج عنهم من معتقلات الوطن يعانون، فما بال أهل التنسيقية يرغبون في المستحيل. وإن كانت الآلية ديمقراطية ويمكن أن تكون لهم سبيلاً يحقق ما يرغبون فيه، تبقى تساؤلات عدة عالقة إلى إشعار آخر.

هل ترغب الأسر فعلاً في عودة أبنائها، أم أن ما يفعلونه هو محض إجراء  للحفاظ على ماء الوجه، ومحاولة تقديم ما يمكن تقديمه مجتمعياً وعرفياً ودينياً؟ وهل الجهات المسؤولة راغبة في استرجاعهم؟

وما الحلول التي ستقدم إذا كان المفرج عنهم يعانون من الفشل في الاندماج المجتمعي؟ وهل فشلت سبل الحوار مع المؤسسات حتى تتكون تنسيقية من المغاربة العالقين في "مخيمات الهول"؟.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

رحمة معتز
باحثة مهتمة بقضايا التطرف.
باحثة في الاجتهاد المعاصر وفقه الواقع، ومهتمة بقضايا التطرف.
تحميل المزيد