أصبح أحد المعتدلين ممن يسيرون على نهج أنجيلا ميركل المرشح الأوفر حظاً لخلافتها، بعد حصوله على دعم أحد منافسيه البارزين من المحافظين لقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. إذ حصل أرمين لاشيت (58 عاماً)، رئيس ولاية شمال الراين وستفاليا، على دعم وزير الصحة ينس شبان (39 عاماً) وهي خطوة من المرجح أن تخفف الضغط على الزعيمة الألمانية للتنحي مبكراً.
سياق الخبر: حسب تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، نشر الثلاثاء 25 فبراير/شباط 2020، يهدد تحالف الفصيلين الوَسَطِي والمحافظ في الحزب طموحات فريدريش ميرز، خصم أنجيلا اللدود الذي يمثل أكبر خطر على المستشارة.
بعد أن تسببت أنجيلا في إنهاء حياة ميرز السياسية قبل حتى أن تصبح مستشارة، عاد إلى الساحة السياسية عام 2018 في محاولة للسيطرة على الحزب، إلا أنه هُزم في منافسة محتدمة. ومن المقرر أن يتحدث الرجل البالغ من العمر 64 عاماً إلى الصحفيين اليوم الثلاثاء 25 فبراير/شباط في الساعة 11 صباحاً في برلين.
تفاصيل الخبر: قال لاشيت (58 عاماً) في مؤتمر صحفي مشترك مع سبان: "يمكننا ويجب علينا أن نوحد بين حزبنا وبلدنا مجدداً. ولهذا السبب أرغب في الترشح لمنصب زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي".
إن بداية المنافسة التي تستمر ثمانية أسابيع على من سيكون زعيم الحزب -وعلى الأرجح المرشح لمنصب مستشار الحزب الديمقراطي المسيحي في الانتخابات المقبلة- ستحدد ما إذا كانت أنجيلا تستطيع الاستمرار في ولايتها الأخيرة، التي من المقرر أن تنتهي في خريف عام 2021، أم لا. ومن المقرر أن يصوت مندوبو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على الزعيم القادم للحزب في مؤتمر خاص يوم 25 أبريل/نيسان.
إذ أشار الثنائي إلى أنهما لن يضغطا على أنجيلا لتغادر منصبها قبل الأوان، لكن لاشيت أشار إلى أنه رغم معرفة الحزب الشقيق في بافاريا بأمر التحالف، لم تُخطر المستشارة بالاتفاق مقدماً.
كما قالت سبان: "ترشيحنا لا يستهدف أنجيلا ميركل. والأمر لا يتعلق بشق الصف، ولن ينجح ذلك على أي حال. لكن الأمر يتعلق بالاستمرار بعد 15 عاماً من تولي أنجيلا ميركل منصب مستشارة الحزب".
صورة عامة: غير أنه هذا التحالف المفاجئ بين اثنين من المتنافسين البارزين يعكس الاضطراب الذي يكتسح الحزب في أعقاب قرار أحد فروع الحزب بشق الصف والتحالف مع تيار "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف. وكان من تداعيات هذا القرار استقالة آنغريت كرامب كارينباور قبل أسبوعين.
إذ قال سبان: "نمر نحن، في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بأكبر أزمة في تاريخنا، أزمة ثقة، وتضامن واطمئنان. كنا أنا وأرمين لاشيت نختلف أحياناً في الماضي، ولكن هذه هي الفكرة في حزب من أحزاب الشعب: بناء الجسور بين المواقف المختلفة والأجيال المختلفة".
أما التحديات المتوقع أن تواجهها ألمانيا فهي كبيرة. إذ يتعين على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أن يتصدى للتحدي الذي يواجهه من اليمين المتطرف، والمطالب الفرنسية للاندماج في أوروبا، والانهيار التدريجي لحقبة اقتصادية شهدت تنامي قوة شركاتها.
عودة إلى الخلف: يُذكر أن نسبة تأييد كتلة أنجيلا بلغت 26.5% في آخر استطلاع للرأي أجراه معهد INSA لصالح صحيفة Bild الذي نشرته الثلاثاء، وارتفعت نسبة تأييد حزب الخضر البالغة 22% بمقدار 1.5%. وظلت نسبة تأييد الديمقراطيين الاجتماعيين عند 14.5%. وبالمقارنة، حصلت الكتلة التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على 32.9% من الأصوات في انتخابات عام 2017.
كما أنه من الجدير بالذكر أن آنغريت -خليفة ميركل المُختارة- كانت تخطط للبقاء في منصب زعامة الحزب حتى نهاية العام، لكنها اضطرت إلى التخلي عن المنصب مبكراً مع تصاعد الاضطرابات في الحزب. إذ أكدت نتيجة كارثية للانتخابات في هامبورغ ضرورة مغادرتها بسرعة.
إذ إنه مع امتناع سبان عن الترشح، أصبح المتنافسان الرئيسيان لاشيت وميرز. ونوربرت روتجن (54 عاماً)، الذي أقالته ميركل من منصب وزير البيئة عام 2012، سيترشح أيضاً ولكن يُنظر إليه على أنه غريب. فيما انتقد سبان قرار ميرز بمتابعة ترشحه وعدم دعم التحالف.