أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ، ليل الأحد 23 فبراير/شباط 2020، غارات جوية استهدفت مواقع لحركة "الجهاد الإسلامي" قرب العاصمة السورية دمشق، أدت إلى مقتل اثنين من الحركة، وذلك بعد قصف مماثل تعرضت له مواقع للحركة في قطاع غزة.
سياق الحدث: جاء القصف بعدما أعلنت حركة "الجهاد" عن مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ نحو مستوطنات إسرائيلية، رداً على قتل الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، أحد عناصرها ويدعى محمد الناعم (27 عاماً)، والتنكيل بجثته عبر سحبها بجرافة، وإصابته لـ3 آخرين، قرب السياج الأمني، جنوبي القطاع.
بحسب الجيش الإسرائيلي، فإنّ القتيل الذي سحبته الجرافة "حاول مع ناشط آخر كان برفقته زرع متفجّرة" قرب السياج الفاصل بين القطاع ومستوطنات إسرائيلية، بحسب تعبيره.
المشهد عن قرب: الجيش الإسرائيلي قال، في بيان، إن مقاتلاته قصفت أهدافاً لحركة الجهاد في منطقة العادلية الواقعة بريف دمشق، زاعماً أن القصف استهدف "مجمعاً لحركة الجهاد كان يُستخدم كمركز لنشاطها في سوريا"، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
بعد الغارات بساعات، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد" الإسلامي، مقتل اثنين من مقاتليها في القصف الإسرائيلي على سوريا، مشيرةً إلى أن القتيلين هما زياد أحمد منصور (23 عاماً) وسليم أحمد سليم (24 عاماً).
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، نقلاً عن مصدر عسكري لم تسمّه، قوله إنّ "الطيران الحربي الإسرائيلي قام من خارج مجالنا الجوي ومن فوق الجولان السوري المحتلّ، باستهداف محيط دمشق بأكثر من موجة من الصواريخ الموجّهة".
أضاف المصدر أنّ "بعضاً" من هذه الصواريخ "تمّ تحييده عن مساره"، في حين تمّ تدمير "غالبية" ما تبقّى منها "قبل الوصول إلى أهدافها"، وفق قوله، مشيراً إلى أنّ "التدقيق في نتائج العدوان ما يزال مستمرّاً".
أما المرصد السوي لحقوق الإنسان، فقال إن القصف الإسرائيلي استهدف "عدّة مواقع للحرس الثوري الإيراني والجهاد الإسلامي على بضعة كيلومترات من مطار دمشق".
الصورة الكبيرة: هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل حركة "الجهاد" في سوريا بغارات جوية، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أسفرت غارة إسرائيلية على مبنى في حيّ المزّة في دمشق عن مقتل شخصين، أحدهما نجل القيادي في الحركة أكرم العجوري.
منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا ضد بشار الأسد عام 2011، وما تبع ذلك من تدخل إيراني كبير لدعم النظام، شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات في سوريا استهدفت بشكل أساسي مواقع لقوات الأسد وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ "حزب الله" اللبناني، لكن نادراً ما تبنّت إسرائيل هذه الغارات.