أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد 23 فبراير/شباط 2020، أنه سوف يوقع اتفاق سلام مع حركة طالبان، التي تسيطر على ما يقارب 70% من الأراضي الأفغانية، ونقلت قناة الحرة الأمريكية عن ترامب قوله: "إن مقاتلي حركة طالبان سئموا القتال".
تصريحات الرئيس الأمريكي، جاءت بعد أيام قليلة، مما أعلنه نائب زعيم حركة طالبان الأفغانية، الذي قال فيها إن الحركة ستوقع قريباً اتفاقاً مع الولايات المتحدة لخفض العنف لمدة سبعة أيام، مشيراً إلى أن قيادات الحركة "ملتزمة بالكامل" باحترام الاتفاق "التاريخي". جاء ذلك في مقال باللغة الإنجليزية، كتبه، الخميس، 20 فبراير/شباط 2020، سراج الدين حقاني نائب زعيم طالبان، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، والذي نشر بعنوان "ما تريده طالبان".
سياق الخبر: يأتي الكشف عن نوايا ترامب، للتأكيد على قرار واشنطن الأخير، بعد أشهر من مفاوضات جرت بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، في الدوحة، ما يمهد الطريق لتسوية سياسية كاملة في أفغانستان التي تعاني من صراع مسلح منذ عشرات السنين.
مقدمات وكواليس الخبر : القرار الأمريكي، كانت له كواليس، ومقدمات، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة 21 فبراير/شباط، أن الولايات المتحدة تستعد لتوقيع اتفاق مع حركة "طالبان" في 29 فبراير/شباط، مبني على تفاهم تم التوصل إليه لـ "خفض العنف" في أنحاء أفغانستان.
قال بومبيو، في بيان للخارجية الأمريكية: "بناءً على تطبيق ناجح لهذا التفاهم، يتوقع أن يمضي التوقيع على الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان قدماً".
فيما أفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في أفغانستان جواد فيصل، بأن "خفض العنف" سيكون بدءاً من 22 فبراير/شباط وسيستمر لأسبوع.
تطورات لاحقة مرتقبة للحدث: ستشكل الهدنة الجزئية خطوة تاريخية بعد أكثر من 18 عاماً من النزاع الدامي في أفغانستان، ومن شأنها أن تمهد الطريق لاتفاق يمكن في نهاية المطاف أن يفضي إلى طي صفحة الحرب.
وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أكد في بيانه، على أن المفاوضات الداخلية بين الأفغان ستبدأ بعد وقت قصير من توقيع الاتفاق بين واشنطن وطالبان المرتقب في الدوحة.
أضاف أنهم "سيتوصلون بناءً على هذه الخطوة الأساسية إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار وخارطة طريق سياسية مستقبلية لأفغانستان".
بومبيو أكد أن "الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام في أفغانستان هي أن يجتمع الأفغان ويتفقوا على الطريق إلى الأمام".
وزير الخارجية، لفت إلى أنه لا تزال هناك تحديات، لكن التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن "يعطي أملاً ويشكل فرصة حقيقية. تحث الولايات المتحدة جميع الأفغان على اغتنام هذه اللحظة".
العودة للوراء: تشهد أفغانستان، منذ الغزو الأمريكي عام 2001، صراعاً بين طالبان من جهة والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى؛ ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين.
فيما تسيطر طالبان على نحو 59 من أصل 407 وحدات إدارية تتشكل منها أفغانستان، بينما تتمتع بنفوذ في 119 وحدة إدارية أخرى، وفق تقرير مكتب الولايات المتحدة لإعادة إعمار أفغانستان.