زعم الرئيس التنفيذي لشركة "رايان إير" للنقل الجوي، مايكل أوليري، أن الرجال المسلمين "هم مصدر تهديد في المطارات"، داعياً إلى ضرورة إجراء تفتيش إضافي لهم، الأمر الذي عرّضه لانتقادات واسعة.
تفاصيل أكثر: في مقابلة مع صحيفة The Times البريطانية، السبت 22 فبراير/شباط 2020، قال رجل الأعمال إنه في حالة تبني هذا التكتيك من "أجل التصدي للإرهاب" فغالباً سيكون مصدر الخطر "رجالاً منتمين إلى العقيدة الإسلامية"، وفق قوله.
كذلك انتقد أوليري، البالغ من العمر 58 عاماً، سياسات أمن المطارات الحالية، وقال إنَّ إجراءات تفتيش العائلات يجب أن تكون أقل صرامة، وتساءل قائلاً: "من هم المفجرون؟ غالباً ما يكونون ذكوراً عزاباً يسافرون بمفردهم. أما إذا كنت مسافراً مع عائلة من الأطفال، فامضِ إذاً في طريقك؛ ففرص تفجيرك لهم لا تتعدى الصفر".
عاد أوليري ليؤكد مجدداً في تصريحاته أن "الخطر الحالي غالباً يتمثل في الرجال المنتمين إلى العقيدة الإسلامية، مثلما كان يتمثل في الأيرلنديين منذ 30 عاماً. إذا كان هذا هو مصدر التهديد فعليك التعامل معه"، وفق تعبيره.
إدانة لتصريحات أوليري: أُدينت هذه التعليقات من جانب جمعيات خيرية وعضو برلماني اتهم أوليري بكراهية الإسلام والتحريض على العنصرية.
فمن جانبه، قال مجلس مسلمي بريطانيا إن رجل الأعمال عليه أن يكون متأكداً من أن تعليقاته تندرج ضمن العنصرية والتمييزية.
أضاف متحدث باسم المجلس -لم تذكر الصحيفة البريطانية اسمه- "إنه يدعو صراحة إلى التمييز ضد الذكور المنتمين إلى العقيدة الإسلامية، وهو ما لن يستند في الأغلب إلى أي معلومات استخباراتية محددة، بل (يستند فقط) إلى ما إذا كان شخص ما يبدو مسلماً أو يتصرف مثل المسلمين. هذا حرفياً هو تعريف الإسلاموفوبيا".
بدوره، قال خالد محمود، النائب العمالي المسلم عن دائرة برمنغهام بيري بر، إن "هذه التصريحات سخيفة، لو كان بإمكانه إخباري عن لون البشرة الموحد للمسلمين، فسيسعدني للغاية التعلم منه. لا يمكنك الحكم على كتاب من غلافه".
أضاف محمود أن "الحفاظ على الأمن في المطارات ليس عملية سهلة، لكنَّ مثل هذه التعليقات غير مجدية، وليست طريقة سليمة للتعامل مع المشكلة. فهو يقول حرفياً إنَّ أي شخص يمثل خطراً محتملاً. مادام يبدو مسلماً، فلابد أنه إرهابي. تلك التعليقات لا تحسن العلاقات المجتمعية، بل تمكن ذوي العقلية الفاشية أكثر".
أشار محمود إلى أن شخصاً أبيض قتل ثمانية أشخاص في ألمانيا هذا الأسبوع، وتساءل: "هل نضع تنميطات احترازية لذوي البشرة البيضاء أيضاً لتحديد ما إن كانوا فاشيين أم لا؟ إنه شخص ضيّق الأفق ومشجّع للعنصرية".
الصورة الكبيرة: من الناحية القانونية، قال مصدر أمني بريطاني للصحيفة إنه من غير القانوني استخدام التحديد النمطي لفرز الذكور المسلمين أو المسافرين الآسيويين.
لكن رغم ذلك أضاف المصدر أن المسافرين الذين يصلون إلى بريطانيا ويغادرونها على متن الطائرات قد صنفت بياناتهم بالفعل عن طريق جمع المعلومات مسبقاً، بما في ذلك تفاصيل الدفع مثل رقم بطاقة الائتمان.
يعني ذلك أنه يجب على شركات الطيران تقديم التفاصيل الشخصية الخاصة بالراكب، بما في ذلك الجنسية ورقم جواز السفر والدولة المصدرة، التي تمرر بعد ذلك إلى القوات الحدودية لفحصها على النظام الحاسوبي الوطني للشرطة، وقوائم المراقبة الأمنية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك تُطابَق المعلومات أيضاً مع بيانات المخاطر في المركز الوطني لاستهداف الحدود في مانشستر، ومع ذلك، يعتمد التحديد النمطي على مخاطر مثل الرحلات السابقة ومصدر الرحلة، وليس على الدين.
في السياق ذاته، قال فيليب باوم، مستشار أمن الطيران: "أنا أدعم سياسة تحديد بيانات الركاب 100%. لكن على عكس المعتقدات العامة، فإنها لا تقوم -ولا ينبغي لها أن تقوم- على العرق أو الدين أو الجنس. جميع وكالات الأمن تصنف الأشخاص وتفرق بينهم بناءً على المخاطر المتصورة".
عودة للوراء: معروف عن أوليري التي شركة الطيران التي يعمل بها الأكبر في أوروبا تصريحاته المثيرة للجدل.
اقترح أوليري سابقاً أنه يتعين على المسافرين دفع رسوم لاستخدام المراحيض على متن طائرته، كما أنه كان يفكر في طرح تذاكر لمن يريد السفر وافقاً داخل الطائرات.
كما أشار إلى أنه مستاء من البنود الخاصة بذوي الإعاقة في مكتب أنشأه في دبلن، وقال: "قيود التخطيط سخيفة. علينا توفير مرافق ملائمة للكراسي المتحركة في كل طابق. هذا محض هراء".
رداً على ذلك، قال وارن كيروان، من جمعية سكوب الخيرية من أجل تحقيق المساواة للأشخاص ذوي الإعاقة، إن تعليقات أوليري مشينة، وموقفه من هذه المسائل قد عفا عليه الزمن.
كما أطلق أوليري أيضاً على الركاب الذين يعانون السمنة لفظ "الوحوش"، وقال: "إذا كان برفقتك وحوش ضخمة، فقد تحتاج إلى شراء مقعدين، لكنَّ الحال في أوروبا مختلف عنه في أمريكا الشمالية، حيث يمثل ذلك مشكلة كبيرة".