أعلن المجلس الأعلى للدولة الليبية، السبت 22 فبراير/شباط 2020، تعليق مشاركته في محادثات جنيف السياسية المقررة في 26 فبراير الجاري. وقال عضو المجلس أبوالقاسم دبرز، لقناة "فبراير" (خاصة)، إن المجلس صوّت السبت بالأغلبية على عدم الذهاب لجنيف إلى حين تحقيق تقدم في المسار العسكري "5+5".
سياق الخبر: رغم تأكيد الأمم المتحدة أن مفاوضات جنيف تمضي في الاتجاه الصحيح، بعد أن قاطعتها حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، ثم عادت مجدداً، إلا أن تطور الأحداث على الأرض واستمرار قصف القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر لطرابلس، جعل المجلس الأعلى للدولة الليبية مقاطعة المفاوضات.
تفاصيل الخبر: وصف عضو المجلس محمد معزب شروط اللواء المتقاعد خليفة حفتر لوقف إطلاق النار ومطالبته بانسحاب القوات التركية بـ"التعجيزية". واعتبر معزب في تصريح لقناة "ليبيا بانوراما" (خاصة) تلك الشروط أنها "مجرد مناورات".
كما شدد على أن الاتفاقية الموقعة بين حكومة الوفاق الوطني الليبية وتركيا تتعلق بالدفاع عن العاصمة طرابلس.
في وقت سابق السبت، قال رئيس المجلس الأعلى خالد المشري إن "أموال الإمارات تدفع بسخاء للمجرم حفتر لقصف أهداف مدنية في العاصمة".
بينما نقل المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" تصريحات المشري، التي قال فيها: "نحن لا نستطيع الذهاب إلى جنيف حتى تتضح الرؤية، وطلبنا من البعثة (الأممية) توضيحاً بخصوص من سيشارك في حوار جنيف والآليات المزمع مناقشتها". وأردف: "إلا أن البعثة لم ترد على طلبنا حتى الآن".
صورة أقرب: قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، الجمعة 21 فبراير/شباط، في تصريحات لوكالة رويترز، إن محادثات وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين تسير في "الاتجاه الصحيح"، وإنه "يواجه عقبات" تتعلق بانتهاكات حظر الأسلحة والهدنة التي أعلنت الشهر الماضي.
كما أضاف سلامة في مقابلة خلال استراحة من المحادثات العسكرية في جنيف والتي استؤنفت بعدما انسحبت منها الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس بعد أن قصفت القوات المنافسة ميناء العاصمة.
وقال سلامة: "المسألة ليست أن طرفاً عاد. المسألة أن طرفاً عاد بنية المضي قدماً، وهذا أمر مختلف.. هل نمضي في الاتجاه الصحيح؟ قناعتي أننا كذلك".
بينما قال خليفة حفتر لوكالة الإعلام الروسية للأنباء في وقت سابق إن وقف إطلاق النار ممكن إذا توقف المقاتلون الأتراك والسوريون عن دعم حكومة الوفاق الوطني.
لدى سؤال سلامة عن شروط حفتر وعما إذا كان الطرف الآخر مستعد لقبول هذه المطالب، قال: "أعتقد أن هذه المطالب معقولة وأعتقد أن الطرف الآخر يراها معقولة أيضاً. السؤال الآن هو متى وما هو المقابل؟ هذا هو التفاوض".
كما قال سلامة إنه يتوقع انعقاد المحادثات السياسية في جنيف يوم الأربعاء المقبل لكنه يعمل على إجراءات لبناء الثقة.
عودة إلى الخلف: في 3 فبراير/شباط 2020، انطلقت الجولة الأولى لاجتماعات اللجنة العسكرية في جنيف، التي تضم 5 أعضاء من الحكومة و5 آخرين من طرف قوات حفتر، وانتهت في الثامن من الشهر.
إذ يشكل عمل هذه اللجنة إحدى المسارات الثلاثة التي تعمل عليها الأمم المتحدة إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي لحل الأزمة الليبية.
وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوما للسيطرة على طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا، التي ينازعها حفتر على الشرعية والسلطة.