قالت صحيفة The Guardian البريطانية بأنَّ مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية حذروا أعضاء الكونغرس الأسبوع الماضي من أنَّ روسيا كانت تسعى للتدخل في الحملة الانتخابية لعام 2020 لصالح دونالد ترامب، وذلك في جلسة إحاطة تسببت بالإقالة المفاجئة للقائم بأعمال مدير وكالة الأمن القومي الأمريكية.
ما الذي أغضب ترامب؟
الصحيفة قالت نقلاً عن The Washington Post، إنه حين عَلِم ترامب بجلسة الإحاطة، ثار ضد جوزيف ماغواير، القائم بأعمال مدير وكالة الأمن القومي الأمريكية، خلال اجتماع في المكتب الرئاسي بالبيت الأبيض (المكتب البيضاوي)؛ وذلك بسبب ما اعتبره الرئيس خيانة.
حتى ذلك الوقت، كان ماغواير في طليعة المرشحين لشغل منصب مدير دائم في وكالة الأمن القومي، ومن المفهوم أنه قال لزملائه إنه يتوقع أن يبقى في المنصب.
لكن في أعقاب جلسة الإحاطة والمواجهة في المكتب البيضاوي، أعلن ترامب تعيين الموالي المتشدد السفير الأمريكي لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل بصفة نيابية؛ مما لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ.
بحسب ما ذكرت صحيفة New York Times، قدَّم الإحاطة للجنة الاستخباراتية التابعة لمجلس النواب، يوم الخميس الماضي، إحدى مساعدي ماغواير، شيلبي بيرسون، التي "تشتهر بتقديم المعلومات بألفاظ شبه صريحة".
مخاوف ترامب في انتخابات 2020
فيما أفادت The Washington Post بأنَّ ترامب أخذ انطباعاً خاطئاً بأنَّ الإحاطة قُدِمَت حصراً لآدم شيف، رئيس اللجنة الاستخبارية بمجلس النواب، الذي كان رئيس هيئة الادعاء في مساءلة ترامب. ويُقال إنَّ ترامب مقتنع بأنَّ الإحاطة ستُستخدَم ضده في الانتخابات.
على عكس ماغواير، وهو فريق بحري متقاعد كان يدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، لا يتمتع غرينيل بأية خبرة في العمل الاستخباراتي؛ إذ عَمِل متحدثاً باسم البعثة الأمريكية للأمم المتحدة قبل تعيينه رئيساً، وهو متحيز صريح للحزب الجمهوري وعلى الأخص على الشبكات الاجتماعية.
وفي هذا السياق، قال ماثيو ميلر، متحدث سابق باسم وزارة العدل، في تغريدة، "هذا بالضبط ما يبدو عليه تعيين غرينيل: محاولة لتسييس جهاز الاستخبارات وإخفاء معلومات عن الكونغرس في عام انتخابي تحاول روسيا خلاله للمرة الثانية مساعدة ترامب".
ووفقاً لرواية The New York Times، أثارت إحاطة الأسبوع الماضي جدلاً، مع احتجاج حلفاء ترامب في اللجنة الاستخباراتية على النتائج، قائلين إنَّ الإدارية كانت حازمة في التعامل مع روسيا.
لأنَّ غرينيل حصل على الموافقة البرلمانية اللازمة لشغل منصب سفير، لدى الرئيس صلاحية تعيينه قائماً بأعمال مدير وكالة الأمن القومي بموجب قانون (Federal Vacancies Reform Act) -قانون تعديل الوظائف الخالية الفيدرالية- لكن بموجب القانون ذاته، يمكنه شغل هذه الوظيفة حتى 11 مارس/آذار فقط، ما لم يعلن الرئيس رسمياً مرشحاً آخر ليكون مديراً دائماً للوكالة.
إذا نظر مجلس الشيوخ في أي ترشيح وظيفي، يمكن أن يستمر القائم بأعمال المدير في المنصب لبضعة شهور إضافية حتى انتهاء عملية الموافقة البرلمانية.
من جانبه، كتب غرينيل تغريدة على تويتر قال فيها إنَّ "الرئيس سيعلن المرشح (وهو ليس أنا) قريباً".