حلّ الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الثلاثاء 11 فبراير/شباط 2020، مجموعة "القبعات الزرق" التابعة لتياره والمتّهمة بقتل متظاهرين، بعدما عمدت المجموعة إلى مهاجمة الاحتجاجات وفضها.
لماذا الحدث مهم؟ بدا قرار الصدر محاولة لتهدئة المحتجين الذين اتهموه بالانقلاب عليهم والعمل لتحقيق مصالح إيران في العراق، فبعدما كان الصدر أحد أبرز رموز العراق الداعمين للاحتجاجات، تحوّل إلى جهة بارزة تشارك في قمعها، كما أنه أيد تكليف الوزير السابق محمد علاوي لتشكيل حكومة جديدة، وهو ما يرفضه المحتجون.
الصورة الكبيرة: كتب الصدر، في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر: "أعلن عن حل القبعات الزرق، ولا أرضى بتواجد التيار بعنوانه في المظاهرات إلا إذا اندمج وصار منهم وبهم بدون التصريح بانتمائهم".
تشهد بغداد ومدن الجنوب ذات الغالبية الشيعية منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2019 تظاهرات تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة ومحاربة الفساد، دفعت رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي للاستقالة.
قُتل نحو 550 شخصاً في أعمال عنف مرتبطة بحركة الاحتجاج، حسبما أفادت مفوضية حقوق الإنسان الحكومية، التي أشارت إلى أن الغالبية العظمة من الضحايا من المتظاهرين.
جاء التحول المفاجئ للصدر الذي شارك أنصاره "القبعات الزرق" لأشهر طويلة في مظاهرات ضد الحكومة العراقية، لكنهم انتقلوا مؤخراً الى المعسكر الآخر، وقد طلب الصدر من مؤيديه المساعدة على إعادة فتح المدارس والطرقات والمؤسسات الرسمية التي أغلقت بفعل الاحتجاجات الشعبية.
أثار موقف الصدر انتقادات نادرة من قبل المتظاهرين على وسائل التواصل الاجتماعي، ودفعت أعمال العنف المرجع الديني الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني إلى مطالبة قوات الأمن بعدم "التنصل" من واجباتها في حماية المحتجين، وبالتنديد بمهاجمة المتظاهرين.
ماذا بعد؟ من المفترض أن يقدّم علاوي، الذي سُمّي رئيساً للوزراء بعد توافق صعب توصّلت إليه الكتل السياسية، تشكيلته إلى البرلمان قبل الثاني من مارس/آذار 2020 للتصويت عليها، بحسب ما ينص الدستور.
كان كاظم العيساوي، المستشار الأمني للصدر، هدّد الأحد 8 فبراير/شباط 2020 رئيس الوزراء المكلف بـ "إسقاطه" خلال ثلاثة أيام في حال أقدم على توزير أشخاص ينتمون لجهات سياسية، خصوصاً من الفصائل الشيعية.
يُشار إلى أن الصدر، المتواجد في إيران منذ أشهر، لمّح إلى وجود "ضغوطات حزبية وطائفية لتشكيل الحكومة المؤقتة"، معتبراً أن هذا الأمر يعني "ازدياد عدم قناعتنا بها بل قد يؤدي إلى إعلان التبرؤ منها (…) بعد أن اضطررنا للسكوت عنها".