بدأ الجيش الأمريكي بناء قاعدة جديدة في شمال شرق سوريا تحديداً في مدينة الحسكة، التي تُعد واحدة من أكبر المدن شمال شرق سوريا.
مراسلٌ صحفي محلي يُدعى جيندار بركات ذكر لموقع وكالة Voice of America الأمريكية أنَّ الولايات المتحدة تحتفظ بقاعدة أخرى خارج المدينة، "لكنَّ هذه هي المرة الأولى التي تبدأ فيها القوات الأمريكية في بناء قاعدة في وسط المدينة"، على حد قوله.
بركات الذي يعيش في الحسكة قال: "العلم الأمريكي مرفوع الآن فوق أحد المباني. وليس من الواضح عدد الجنود الأمريكيين الذين سيتركَّزون في هذا الموقع، لكنَّ مركباتهم العسكرية المدرعة موجودة هنا، ويبدو أنهم ما زالوا يُكملون إنشاء بعض أجزائه".
تقع القاعدة بالقرب من سجنٍ كبير يضم المئات من مقاتلي داعش. إذ تقول قوات سوريا الديمقراطية إنَّها تحتجز حالياً حوالي 2000 مقاتل أجنبي من داعش و12 ألفاً من النساء والأطفال المنتمين إلى داعش.
القاعدة كان يشغلها جنودٌ تابعون لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي تُمثِّل تحالفاً عسكرياً محلياً كان شريكاً رئيسياً للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش، والمقاتلون الأكراد السوريون يسيطرون بدرجةٍ كبيرة على مدينة الحسكة، لكنَّ النظام السوري والقوات الروسية أيضاً لهما وجودٌ عسكري كبير في المدينة.
قائد بارز في قوات سوريا الديمقراطية قال لموقع Voice of America إنَّ بعض القوات الأمريكية أرسِلَت في الواقع إلى موقعٍ جديد داخل مدينة الحسكة.
القائد الكردي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأنَّه غير مسموحٍ له بالتحدث إلى وسائل الإعلام أضاف: "بينما يحتفظ الأمريكيون بوجودٍ في الحسكة، فربما يكون بناء هذه القاعدة جزءاً من استراتيجية إعادة نشر القوات في شمال شرق سوريا".
هذا ولم يُعلِّق المسؤولون العسكريون الأمريكيون على هذه التقارير.
توترات أمريكية روسية، تأتي هذه الخطوة في ظل استمرار التوترات بين القوات الأمريكية والروسية في المنطقة ذات الأغلبية الكردية.
في عدة مناسبات في الآونة الأخيرة، منعت القوات الأمريكية القوافل العسكرية الروسية من إجراء دورياتٍ في شمال شرق سوريا.
يُذكَر أنَّ القوات الأمريكية كانت تسيطر على معظم شمال شرق سوريا حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما شنَّ الجيش التركي والمقاتلون السوريون المتحالفين معه حملةً على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
منذ ذلك الحين، دخلت قوات روسية وقوات النظام السوري المنطقة الحدودية بين تركيا وشمال شرق سوريا بهدف ملء المنطقة التي تركتها القوات الأمريكية.
واشنطن في موسكو، في هذا الصدد، قال آلاف حسين، وهو مراسل محلي يتابع التطورات العسكرية في المنطقة عن كثب: "يعتقد الكثيرون هنا أنَّ بناء قاعدة أمريكية داخل الحسكة قد يكون رداً على الوجود الروسي المتزايد في المدينة".
بعض المصادر العسكرية المحلية تُشير إلى أنَّ "هذا المركز الجديد (يُبنى) من أجل مراقبة القوات الروسية في الحسكة".
يُذكَر أنَّ بعض المسؤولين الأمريكيين قالوا إنَّه ما زال هناك حوالي 500 جندي أمريكي في المنطقة يحمون حقول النفط هناك ويمنعون ظهور تنظيم داعش مجدداً.
أشارت تقارير إلى أنَّ القوات الأمريكية، في الشهر الماضي يناير/كانون الثاني، وسَّعت قاعدةً عسكرية أخرى تقع على طريق M4 السريع الاستراتيجي الذي يمتد من شمال مدينة حلب السورية في الغرب إلى الحدود العراقية في الشرق.