للمرة الثانية خلال أيام قوات الأسد تقتل جنوداً أتراكاً في سوريا.. أنقرة ترد بقصف مواقع للنظام

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/10 الساعة 13:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/10 الساعة 13:25 بتوقيت غرينتش
القوات التركية المتواجدة في سوريا/ رويترز

أعلنت وزارة الدفاع التركية، الإثنين 10 فبراير/شباط 2020، أن 5 من جنودها قتلوا في هجوم شنته قوات تابعة للنظام السوري على موقع للمراقبة في تفتناز بإدلب شمال سوريا، فيما أعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية عن "تدمير" مواقع النظام السوري التي كانت مصدر الهجوم على القوات التركية في إدلب.

جاء هذا التصعيد بعد ساعات قليلة من إعلان أنقرة فشل اجتماعها مع الجانب الروسي بخصوص هجوم قوات النظام وحلفائه على المدينة السورية. 

نظرة أعمق للتطورات: تشهد الأزمة في شمال سوريا مرحلة مهمة حول آخر معاقل المعارضة السورية، خاصة بعد التأكيد التركي الرسمي بفشل المحادثات للمرة الثانية مع الجانب الروسي، حول العمليات الجارية في إدلب، ما يعني عدم توصل الطرفين إلى اتفاق.

في الوقت ذاته يحشد الجانب التركي قواته على الحدود، بعد أن أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيرات عديدة بشأن تقدم النظام السوري في مناطق المعارضة، مهدداً بالرد بقوة على أي هجوم تتعرض له نقاط المراقبة التابعة لبلاده، بينما يستمر الأسد وحلفاؤه قصف إدلب والمناطق المجاورة لها، ما ينذر بتصعيد خطير قادم قد يصل إلى مواجهة عسكرية بين النظام وأنقرة. 

ماذا بعد؟ من شأن هذه التطورات، وخاصة التصعيد الميداني المتعلق بمقتل جنود أتراك، أن يعقد المشهد أكثر بين الروس والأتراك، خاصة أنه من المُحتمل أن يُعقد لقاء بين الرئيسين أردوغان وبوتين، بعد فشل اجتماع الوفدين في التوصل إلى اتفاق بشأن الأوضاع في إدلب، وهو ما نوّه إليه أيضاً وزير الدفاع التركي خلوصي آكار.

معركة جديدة: بالموازاة مع التطورات السياسية، بدأت قوات المعارضة السورية، الإثنين، معركة جديدة ضد قوات النظام شرق إدلب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم تركّز على محور النيرب وسراقب، ويهدف الهجوم إلى قطع طريق حلب – دمشق الدولي. 

ناشطون سوريون في إدلب قالوا إن المدفعية التركية ساندت قوات المعارضة، وإنها ضربت عدداً من المواقع التابعة لقوات النظام. 

سياق الحدث: تعيش محافظة إدلب على وقع هجوم عسكري ضخم تشنه قوات النظام وحلفاؤها، وقد حقق النظام تقدماً في المحافظة وسيطر على مدينتي معرة النعمان وسراقب، وحاصر خلال ذلك عدداً من نقاط المراقبة التركية.

وزير الدفاع التركي خلوصي آكار حذر، الأحد 9 فبراير/شباط 2020، من أن تركيا ستغير مسارها في شمال غربي سوريا إذا تواصل خرق اتفاقات وقف إطلاق النار في إدلب. 

في مقابلة مع صحيفة "حرييت" قال آكار: "إذا تواصل خرق الاتفاق، لدينا خطة ثانية، وخطة ثالثة"، ولم يعط الوزير تفاصيل حول الخطتين، لكنه أشار إلى العمليات العسكرية التي نفذتها أنقرة في سوريا منذ عام 2016.

تأتي التهديدات التركية بعدما أمهل أردوغان نظام الأسد حتى آخر الشهر الحالي لسحب قواته إلى ما بعد النقاط التركية في إدلب،  وحضّ روسيا على إقناع النظام بوقف عمليته العسكرية في إدلب.

بموجب اتفاق مع روسيا تم التوصل إليه عام 2018، أقامت تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب. وقالت مصادر أمنية تركية لوكالة الأنباء الفرنسية إن ثلثي تلك النقاط حُوصرت هذا الأسبوع من جانب قوات النظام، وذلك بعد أيام من قتل النظام ثمانية جنود أتراك ورد الجيش التركي على استهداف قواته.