تركيا تؤكد فشل اجتماعها مع الروس حول إدلب.. والمعارضة السورية تشن هجوماً جديداً ضد قوات الأسد

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الإثنين 10 فبراير/شباط 2020، أن اجتماع السبت الماضي بين الوفدين الروسي والتركي لم يتمخض عنه أي اتفاق حول الأوضاع في محافظة إدلب شمالي سوريا، في حين بدأت المعارضة هجوماً جديداً ضد قوات نظام بشار الأسد.

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/10 الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/02/10 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو خلال لقاء سابق - رويترز

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الإثنين 10 فبراير/شباط 2020، أن اجتماع السبت الماضي بين الوفدين الروسي والتركي لم يتمخض عنه أي اتفاق حول الأوضاع في محافظة إدلب شمالي سوريا، في حين قتلت قوات نظام بشار الأسد 5 جنود أتراك بإدلب، في تصعيد جديد تزامن مع بدء المعارضة هجوماً جديداً ضد جيش النظام.

لماذا الحدث مهم؟ التأكيد التركي الرسمي يشير إلى خلافات بين أنقرة وموسكو حول تطور الأوضاع في إدلب، لا سيما أن البلدين قد توصّلا إلى اتفاق وتفاهمات حول وضع المدينة التي يقطنها قرابة 3.5 مليون شخص، كما أنه يمثل مؤشراً على تصعيد عسكري مُحتمل، إذ هددت أنقرة بأنه إذا لم تتراجع قوات الأسد لما وراء نقاط المراقبة التركية في إدلب، فإن تركيا ستجبرها على ذلك. 

تفاصيل أكثر: تأتي تصريحات جاويش أوغلو بالتزامن مع زيارة وفد روسي إلى تركيا لبحث المستجدات في إدلب، وخلال مؤتمر صحفي في العاصمة أنقرة، قال أوغلو إنه لو تم "التوصل لاتفاق في الاجتماع الماضي مع الوفد الروسي حول إدلب، لما كانت هناك حاجة لاجتماع اليوم".

الوزير التركي ذكّر بأن الرئيس رجب طيب أردوغان أكد مراراً لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أن تركيا ستتخذ تدابيرها في حال استمر نظام الأسد في هجماته، مضيفاً: "كذلك أبلغت نظيري سيرغي لافروف بذلك".

تريد تركيا وقف إطلاق النار في إدلب وإتاحة الفرصة لعودة النازحين إلى ديارهم، وفقاً لجاويش أوغلو، الذي دعا من جديد إلى ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في إدلب.

ماذا بعد؟ من المُحتمل أن يُعقد لقاء بين الرئيسين أردوغان وبوتين، في حال فشل اجتماع الوفدين في التوصل إلى اتفاق بشأن الأوضاع في إدلب، وهو ما نوّه إليه أيضاً وزير الدفاع التركي خلوصي آكار.

معركة جديدة: بالموازاة مع التطورات السياسية، بدأت قوات المعارضة السورية، الإثنين، معركة جديدة ضد قوات النظام شرق إدلب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم تركّز على محور النيرب وسراقب، ويهدف الهجوم إلى قطع طريق حلب – دمشق الدولي. 

ناشطون سوريون في إدلب قالوا إن المدفعية التركية ساندت قوات المعارضة، وإنها ضربت عدداً من المواقع التابعة لقوات النظام. 

في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الإثنين 10 فبراير/شباط 2020، أن 5 من جنودها قتلوا في هجوم شنته قوات تابعة للنظام على موقع للمراقبة في تفتناز بإدلب، فيما أعلن رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية عن "تدمير" مواقع النظام التي كانت مصدر الهجوم على القوات التركية في إدلب.

سياق الحدث: تعيش محافظة إدلب على وقع هجوم عسكري ضخم تشنه قوات النظام وحلفاؤها، وقد حقق النظام تقدماً في المحافظة وسيطر على مدينتي معرة النعمان وسراقب، وحاصر خلال ذلك عدداً من نقاط المراقبة التركية.

وزير الدفاع التركي خلوصي آكار حذر، الأحد 9 فبراير/شباط 2020، من أن تركيا ستغير مسارها في شمال غربي سوريا إذا تواصل خرق اتفاقات وقف إطلاق النار في إدلب. 

في مقابلة مع صحيفة "حرييت" قال آكار: "إذا تواصل خرق الاتفاق، لدينا خطة ثانية، وخطة ثالثة"، ولم يعط الوزير تفاصيل حول الخطتين، لكنه أشار إلى العمليات العسكرية التي نفذتها أنقرة في سوريا منذ عام 2016.

تأتي التهديدات التركية بعدما أمهل أردوغان نظام الأسد حتى آخر الشهر الحالي لسحب قواته إلى ما بعد النقاط التركية في إدلب،  وحضّ روسيا على إقناع النظام بوقف عمليته العسكرية في إدلب.

بموجب اتفاق مع روسيا تم التوصل إليه عام 2018، أقامت تركيا 12 نقطة مراقبة في إدلب. وقالت مصادر أمنية تركية لوكالة الأنباء الفرنسية إن ثلثي تلك النقاط حُوصرت هذا الأسبوع من جانب قوات النظام، وذلك بعد أيام من قتل النظام ثمانية جنود أتراك ورد الجيش التركي على استهداف قواته. 

تحميل المزيد