اعتبر الحزب الشيوعي بالسودان، أن لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يشكل بداية تطبيع مع إسرائيل، جرى التحضير لها من قبل الإدارة الأمريكية والإمارات، لضرب الثورة السودانية، كذلك ندد فيه عدد من أحزاب قوى "إعلان الحرية والتغيير" قائدة الاحتجاجات بالبلاد باللقاء، معتبرين أنه بداية تطبيع مع إسرائيل، ويمثل خروجاً للمجلس الانتقالي عن مهمته، في وقتٍ خرجت فيه تظاهرات بالشارع تطالب برحيل البرهان أو تراجعه عن خطوته الأخيرة.
تطبيع لضرب الثورة: قال الحزب الذي يعد أحد مكونات تحالف "الإجماع الوطني"، المنضوي تحت قوى "إعلان الحرية والتغيير"، إن "الاجتماع الدوري للجنة المركزية للحزب ناقش، الجمعة، المستجدات السياسية والوضع الاقتصادي، وبعض القضايا التنظيمية الخاصة".
فيما أضاف في بيانٍ، الجمعة 7 فبراير/شباط 2020، أن "اللقاء لم يكن حدثاً معزولاً، بل بداية لعملية التطبيع أو مبادرة مشتركة، فالخطوة مدروسة، وتم التحضير لها من قبل الإدارة الأمريكية وحكومة الإمارات، ولذلك جاء اللقاء ضمن هجمة متتابعة الحلقات، غايتها ضرب ثورة ديسمبر/ كانون الأول العظيمة، والاستمرار في حرف مسارها، والتنفيذ الكامل لمشروع الهبوط الناعم".
وقد اعتبر اللقاء "خرقاً واضحاً للوثيقة الدستورية، واستيلاء غير مشروع على دور الحكومة المدنية في مجال السياسة الخارجية". وحذر من أن "هذا الوضع، وخاصة مشاركة البرهان في اللقاء؛ يهدف لإضعاف دور الحكومة المدنية، ويسير في طريق تمكين المكون العسكري من السيطرة على مفاصل الدولة، وهو ما يؤثر سلباً على نضال جماهير الشعب السوداني".
معتبراً أن اللقاء "جاء لإنفاذ وجلب التأييد لصفقة القرن الأمريكية، ولتصفية القضية الفلسطينية بالكامل، وجر الحكومات العربية للمشاركة في المشروع الإمبريالي في المنطقة، ولإيقاف نضال الشعوب العربية في العراق ولبنان والسودان والأردن، الهادف لانتزاع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".
مطالبات بالتراجع: الجمعة 7 فبراير/شباط، طالب أيضاً تجمع "سودانيون ضد التطبيع"، الحكومة الانتقالية بهيكليها السيادي والوزاري، بالتراجع فوراً عن مسار التطبيع مع إسرائيل، بعد يومين من تدشين حملة شعبية لجمع مليون توقيع، كمرحلة أولى لإعداد مذكرة تقدم لمجلس السيادة الانتقالي، للضغط عليه لمنع رئيسه من الذهاب في خطوات أخرى في طريق التطبيع.
فيما قال التجمع في بيانٍ إنه على "المغرر بهم والمُخطئين في التقدير ألّا يساوموا في قيمهم، وينظروا للدول التي مضت في علاقات مع الكيان الصهيوني، ماذا كسبت لاقتصادها أو تماسكها الداخلي، وماذا جنت من التذلل والخنوع"، وأضاف: "لا شيء سوى مزيد من التمزق والفقر والإذلال والأزمات".
كما شدد التجمع على أن "الشعوب لا تنهض بالعمالة والارتزاق، إنما بالعمل الجاد والتنظيم المتقن وبث ثقافة الكد والاجتهاد، وبالوحدة الوطنية والتماسك الداخلي، والتشبث بالهوية". وأوضح: "نفر أذلاء من المتسلطين على رقابنا يريدون أن يهدموا كل هذا الإرث والبذل، بمد اليد الصاغرة المرتعشة إلى الصهاينة الغزاة، اعترافاً بدولتهم المزعومة، أملاً في أن ترضى عنهم أمريكا الرعناء".
ليست مهمة المجلس الانتقالي: فيما اعتبر "تجمّع المهنيين السودانيين"، الذي يعد أحد أبرز مكونات "إعلان الحرية والتغيير"، الخميس 6 فبراير/شباط، أن التعامل مع إسرائيل قضية يناقشها المجلس التشريعي، والمؤتمر القومي الدستوري، والحكومة المنتخبة في البلاد، وهي مهمة ليست مطلوبة من المجلس السيادي الانتقالي، فيما اعتبرها "بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين".
انقلاب على القوى السياسية: من جهته، وصف حزب "البعث" السوداني، اللقاء بأنه يكشف عن "روح انقلابية". وقال رئيس الحزب، يحيى الحسين، إن "لجوء البرهان إلى القوات المسلحة لتخرج ببيان تأييد لقائه مع نتنياهو يكشف عن روح انقلابية، الغرض منها إرهاب القوى السياسية"، وأشار إلى أن "إصرار البرهان على أخذ سُلطات إضافية لم تمنحها له الوثيقة الدستورية، واتهام رئيس الوزراء (عبدالله حمدوك) بعلمه المسبق باللقاء، واللجوء للجيش بدلاً من الاعتذار للشعب، مؤشرات تنم عن روح انقلابية".
تظاهرات ضد التطبيع: كذلك شهدت العاصمة الخرطوم، الجمعة، تظاهرات احتجاجية دعا لها تيار "دولة القانون ونصرة الشريعة"، و"تجمع سودانيون ضد التطبيع"، وحمل المتظاهرون لافتات نددت بـ "صفقة القرن" المزعومة، كما رددوا شعارات رافضة لخطوة البرهان ولقائه نتنياهو في أوغندا، تضمنت شعار "ارحل ارحل يا برهان، ارحل ارحل يا حمدوك، ضيعت الدين يا نصر الدين"، في إشارة إلى وزير العدل السوداني نصر الدين عبدالباري.
لقاء برهان ونتنياهو: الإثنين 3 فبراير/شباط، كشف مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، في بيان عبر تويتر، عن لقاء جمع نتنياهو والبرهان، في أوغندا، مشيراً إلى أنهما اتفقا على "بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين". وجاء اللقاء المفاجئ في وقت يتصاعد فيه الرفض العربي والإسلامي لخطة أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتسوية مزعومة في الشرق الأوسط، وتُعرف إعلامياً بـ "صفقة القرن".
وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان مع إسرائيل بمعاهدتي سلام، لا تقيم أية دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.