عرضت الولايات المتحدة تقديم المساعدة لتركيا، في الوقت نفسه أطلقت تهديدات بفرض عقوبات، وذلك في إطار محاولات الضغط على النظام السوري وحليفته روسيا إنهاء الهجوم على إدلب الذي تسبب في تهجير أكثر من نصف مليون من سكانها، بينما تعتزم تركيا وروسيا إجراء مباحثات خلال زيارة مرتقبة لوفد من موسكو إلى أنقرة لبحث حل فوري لإيقاف الهجمات.
عقوبات أمريكية: أكد الموفد الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري دراسة بلاده فرض عقوبات جديدة، دون أن يحدد الجهات التي ستكون مستهدفة، لكنه لمح إلى أنها قد تكون في سوريا، في وقتٍ أكد فيه قلقه إزاء النزاع الذي وصفه بـ"الخطير للغاية". وقد أشار إلى تمتع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بموجب مرسوم رئاسي اعتمد في عام 2019 بسلطة فرض عقوبات على الأشخاص الذين لا يدعمون العملية السياسية، وبخاصة وقف إطلاق النار.
مساعدة تركيا: فيما أشار جيفري إلى بحث أمريكا مع الجانب التركي السبل التي يمكنهم مساعدتهم بها، إذ قال: "نحن ننظر في ما يمكننا القيام به حيال ذلك. ونحن نسأل الأتراك كيف يمكننا مساعدتهم؟"، وذلك بعد إعلان واشنطن، الثلاثاء 4 فبراير/شباط، تأييدها لتركيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، في ردها على القصف المدفعي السوري لمواقع تركية في شمال غرب سوريا، وقد وصفه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بـ "التصعيد الخطير"، وقال إن المسؤولين الأمريكيين يدعمون "طرق الدفاع عن النفس المبررة" التي قامت بها تركيا رداً على القصف، وفق وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب).
مباحثات تركية روسية: صباح الخميس 6 فبراير/شباط 2020، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو عن زيارة مرتقبة لوفد روسي إلى تركيا لبحث الوضع في إدلب، مؤكداً توقع بلاده لإيقاف الهجمات على إدلب فوراً، وأشار إلى احتمالية اجتماع رئيسي البلدين للتشاور حال استدعت الحاجة، وفق وكالة "الأناضول" التركية.
تعزيزات تركية: أرسل الجيش التركي، الثلاثاء 4 فبراير/شباط، تعزيزات عسكرية إضافية إلى نقاط المراقبة داخل محافظة إدلب السورية، وقد ضمت وحدات من قوات الكوماندوز، ونحو 60 عربة مصفحة ناقلة للجنود، وانطلقت التعزيزات من قضاء ريحانلي في ولاية هطاي، باتجاه الأراضي السورية، وسط إجراءات أمنية مشددة.
أوضاع إنسانية متدهورة: قالت الأمم المتحدة، الأربعاء 5 فبراير/شباط، إن الأوضاع الإنسانية في إدلب شمال غربي سوريا مستمرة في التدهور، مع تواصل الغارات الجوية والقصف؛ ما يتسبب بفرار الكثير من المدنيين باتجاه الشمال والغرب، طلباً للأمان. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، إن "أعداد المشردين، منذ أول ديسمبر/كانون الأول الماضي بلغت نحو 586 ألف شخص، منهم 100 ألف يواجهون خطر النزوح الفوري".
فيما أردف قائلاً في مؤتمر صحفي: "أطلق المجتمع الإنساني خطة استجابة لحالات الطوارئ لتلبية احتياجات قرابة 800 ألف شخص في شمال غربي سوريا على مدار ستة أشهر، ومتطلبات الخطة حوالي 336 مليون دولار"، وشدد على أن "الأوضاع الإنسانية أخذة في التدهور في الشمال الغربي (من سوريا)، مع استمرار ورود تقارير عن الغارات الجوية والقصف".
القصف السوري الروسي: تواصل قوات النظام السوري وداعميه، خاصة روسيا، شن هذه الهجمات، رغم توصل الدول الضامنة، وهي تركيا وروسيا وإيران، عام 2017، إلى اتفاق بشأن "منطقة خفض تصعيد" في إدلب. وقد خلّف التصعيد الأخير بين أنقرة ودمشق بعد تبادل لإطلاق النار أكثر من 20 قتيلاً، الإثنين 3 فبراير/شباط.
وقد تسببت هجمات النظام السوري وداعميه على إدلب، منذ 17 سبتمبر/أيلول 2018، بمقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح مليون و677 ألف مدني قرب الحدود السورية التركية.