مزّقت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، الثلاثاء 4 فبراير/شباط 2020، خطاب رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، بعد الانتهاء مباشرة من إلقاء خطاب "حالة الاتحاد" التقليدي أمام مجلس الشيوخ.
المشهد عن قرب: بدا الانقسام في الطبقة السياسية بأمريكا واضحاً خلال إلقاء ترامب خطابه في مجلس الشيوخ، إذ امتنع ترامب عن مصافحة بيلوسي وهو يعطيها نسخة من الخطاب، وهذا اللقاء بينهما هو الأول منذ أن خرجت رئيسة مجلس النواب غاضبة من اجتماع بالبيت الأبيض.
ما إن فرغ ترامب من إنهاء خطابه ووسط تصفيق حار من الأعضاء الجمهوريين، حتى بدأت بيلوسي التي بدت غاضبة، بتمزيق خطاب الرئيس، بل عادت ومزّقت نسخة ثانية منه وألقت الأوراق على الطاولة، وفي هذه الأثناء كان ترامب يهمّ بمغادرة مجلس الشيوخ دون أن يراها وهي تمزق خطابه.
كانت بيلوسي قد تجنبت العبارات المعتادة مثل "من دواعي سروري" أو "من دواعي الفخر البالغ" التي يستخدمها رئيس المجلس عادة لدى تقديم رئيس البلاد لإلقاء كلمة بالكونغرس، وكل ما قالته عند تقديم ترامب: "أعضاء الكونغرس.. إليكم رئيس الولايات المتحدة".
كذلك رفض العديد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين حضور الكلمة السنوية احتجاجاً على ترامب.
داخل مجلس النواب: كان ترامب يقف وجهاً لوجه أمام أعضاء الكونغرس الديمقراطيين في قاعة مجلس النواب، واستغل خطابه في السخرية من معارضيه والتشدق بالاقتصاد وإنجازاته.
اعتبر ترامب أنه قد "أوفى بوعوده التي قطعها بخلاف كثيرين آخرين قبله"، في وقتٍ علا تصفيق الجمهوريّين، بينما لم يبد أيّ تأثّر على المعارضة الديمقراطية.
في القاعة نفسها حيث تمّ اتهامه باستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، شدّد ترامب في خطابه على "العودة الكبرى لأمريكا"، وعلى "النجاح الاقتصادي الكبير" للولايات المتحدة، وقال: "لقد لقد نجحت استراتيجيتنا"، متحدّثًا عن اتفاقاته التجارية الأخيرة مع الصين وكندا والمكسيك.
كذلك، تطرّق ترامب بشكل سريع في خطابه إلى مواجهته مع إيران وخطّته "للسلام" في الشرق الأوسط، مؤكداً من جهة ثانية عزمه على "إعادة" الجنود الأمريكيين من أفغانستان.
محاكمة ترامب: يأتي خطاب ترامب قبل عشية تبرئة شبه مؤكدة له، بعدما شرع النواب الديمقراطيون وعلى رأسهم بيلوسي في مساءلة الرئيس الأمريكي بمجلس النواب، قبل أن تنتقل المحاكمة إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون أنصار ترامب.
من المتوقع أن يبرأ مجلس الشيوخ الرئيس من اتهامات بإساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس، وذلك بعدما قال الديمقراطيون إن ترامب ضغط على نظيره الأوكراني فولديمير زيلنسكي، من أجل فتح تحقيق حول جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والمُنافس الأبرز المُحتمل لترامب في انتخابات الرئاسة المقبلة نهاية 2020.
تُشكل هذه المحاكمة محطة تاريخية في الولايات المتحدة، إذ إنها ثالث مرة في تاريخها يقوم فيها الكونغرس بمحاكمة الرئيس ضمن آلية عزل، بعد أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1999.
يشغل الجمهوريون 53 مقعداً في مجلس الشيوخ مقابل 47 للديمقراطيين، وتتطلب إقالة الرئيس غالبية ثلثي أعضاء المجلس أي 67 سيناتوراً.