قال جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد 2 فبراير/شباط 2020، إنه ينبغي على إسرائيل ألا "تجازف بالاعتراف (بالفلسطينيين) كدولة" إذا لم يلتزموا بشروط معينة في خطة الإدارة الأمريكية لما تسميه "الحل النهائي" للقضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن".
لماذا الحدث مهم؟ كوشنر هو أحد مهندسي "صفقة القرن" التي عرضها ترامب، والتي نصت على تقديم تنازلات كبيرة من الفلسطينيين لإسرائيل، ويُعتقد أن كوشنر لعب دوراً كبيراً في تحديد حدود "الدولة الفلسطينية" الضعيفة ومقطعة الأوصال التي نصت عليها الخطة التي رفضها الفلسطينيون.
ماذا قال كوشنر؟ في تصريح لشبكة CNN الأمريكية، قال كوشنر إن "المطلوب من الفلسطينيين قبل الحصول على دولة أن تكون لديهم صحافة حرة، وانتخابات حرة، وحرية ممارسة المعتقد، وقضاء مستقل، ونظام مالي متين"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
المُحاور الذي أجرى اللقاء مع كوشنر علّق على كلام الأخير، وقال إن "أي بلد عربي لا يفي بهذه المعايير، وخصوصاً السعودية أو مصر اللتين عمل معهما كوشنر من قرب".
كان جواب كوشنر أن الأراضي الفلسطينية تعني "دولة بوليسية (…) لا ديمقراطية ناشئة"، وفق تعبيره، مضيفاً: "إذا أراد الفلسطينيون أن يتمتع شعبهم بحياة أفضل، أمامنا اليوم إطار للقيام بذلك".
أضاف في هذا السياق: "إذا كانوا يعتقدون أنهم غير قادرين على التزام هذه المعايير، لا أعتقد أننا نستطيع دفع إسرائيل إلى المجازفة بالاعتراف بهم كدولة"، بحسب قوله.
هجوم على الفلسطينيين: تأتي تصريحات كوشنر بعد أيام من تعرضه لانتقادات، بعد إدلائه بتصريحات قاسية حيال الفلسطينيين عقب عرض "صفقة القرن".
كان كوشنر قد قال لشبكة CNN إن "الفلسطينيين كانوا ماهرين في الماضي في فن تفويت كل الفرص التي منحت لهم. وإذا فوتوا هذه الفرصة (…) أعتقد أنهم سيواجهون صعوبة كبيرة في مواجهة المجتمع الدولي والقول إنهم ضحايا"، بحسب تعبيره.
كوشنر وصف الفلسطينيين أيضاً بأنهم "حمقى للغاية"، لأنَّهم رفضوا "صفقة القرن"، وفق قوله، ثم أضاف كوشنر، الذي لم يكن لديه خبرة سابقة في العمل السياسي قبل انضمامه إلى إدارة ترامب: "ربما يحتاج الفلسطينيون إلى قليل من الوقت لأخذ حمَّامٍ بارد واستيعاب الخطة"، في تصريحاتٍ نقلها موقع Middle East Eye البريطاني.
"صفقة القرن": تتضمن الخطة الأمريكية، المكونة من 80 صفحة، إقامة "دولة فلسطينية" في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل.
تجعل الخطة "الدولة الفلسطينية" مسلوبة السلطة، وتحت وصاية أمنية كاملة من إسرائيل، وتُمنع من إقامة أية علاقات دولية، ويُطلب منها التخلي عن كل الدعاوى التي رفعتها فلسطين ضد إسرائيل.