ترك الرئيس الفلسطيني محمود عباس الباب مفتوحاً أمام عودة علاقات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل وأمريكا، عندما أكد، الإثنين 3 فبراير/شباط 2020، أن السلطة ستبقى على قطع العلاقات في حال استمرت واشنطن بالترويج لخطة الإدارة الأمريكية لما تسميه "الحل النهائي" للقضية الفلسطينية، المعروفة باسم "صفقة القرن".
لماذا الحدث مهم؟ تصريحات عباس تبدو أنها تراجع منه على تصريحاته السابقة، عندما أعلن يوم السبت الأول من فبراير/شباط 2020 عن قطع "أية علاقة بما فيها الأمنية مع إسرائيل والولايات المتحدة"، مؤكداً تحرره من التزاماته بموجب اتفاقات أوسلو، وذلك على خلفية إعلان واشنطن لـ "صفقة القرن"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ماذا قال عباس؟ خلال ترأسه اجتماعاً للحكومة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، قال الرئيس الفلسطيني: "نحن سنتابع ما قلناه، وإذا استمر الأمريكان في هذا المشروع فالمقاطعة موجودة، قاطعناهم بعد إعلانهم عن القدس عاصمة لإسرائيل".
كذلك جدّد عباس التهديد بقطع العلاقات الأمنية، إذا قال: "قلنا لن نعمل مع الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض، وبقيت قناة واحدة وهذه القناة يجب أن تقطع"، مشيراً بذلك إلى العلاقات الأمنية.
أما عن العلاقة مع الجانب الإسرائيلي، فقال عباس: "كذلك مع إسرائيل لا يوجد الآن أي علاقة إلا الأغراض التي يبيعونا إياها ونشتريها منهم، والتنسيق الأمني، ونحن نرفض هذا التنسيق إذا استمروا في هذا الخط".
يُعتبر التنسيق الأمني، وفق محللين، عنصراً مهماً للحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية المحتلة، حيث تتمتع حكومة عباس بحكم ذاتي محدود في المدن الكبرى.
مهاجمة "صفقة القرن": شبه عبّاس "صفقة القرن" بـ "الجبنة السويسرية"، وقال إن "هذه الجبنة السويسرية التي وضعوها لنا هي أمر لا يطاق فعلاً، ولا يمكن لإنسان أن يقبله في القرن الحادي والعشرين".
أشار الرئيس الفلسطيني أيضاً إلى أنه "لا يمكن المقارنة بين اتفاقية أوسلو وهذه الخطة، أوسلو كان مشروعاً انتقالياً يعطيني 92% من الأراضي والباقي يتم التفاوض عليه"، مضيفاً أن الخطة الأمريكية "لا تعطي الفلسطينيين إلا 8% من الضفة الغربية وقطاع غزة".
يُذكر أن السلطة الفلسطينية تأسست استناداً إلى اتفاقية أوسلو التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في البيت الأبيض في عام 1993، وإلغاء الالتزامات التي توجبها اتفاقية أوسلو إنما يعني إنهاء عمل السلطة الفلسطينية.
رفض للخطة: قوبل إعلان الخطة الأمريكية بالغضب في الشارع الفلسطيني الأسبوع الماضي، وأعلنت جامعة الدول العربية رفضها لـ "صفقة القرن"، كما تبنت منظمة التعاون الإسلامي الموقف نفسه، الإثنين 3 فبراير/شباط 2020، ودعت أعضاءها إلى عدم التعاطي مع الخطة.
صفقة تُقلق الفلسطينيين: يرى الفلسطينيون أن الخطة منحازة إلى الجانب الإسرائيلي تماماً، حيث تتضمن الخطة الأمريكية المكونة من 80 صفحة، إقامة دولة فلسطينية في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل.
تجعل الخطة "الدولة الفلسطينية" مسلوبة السلطة، وتحت وصاية أمنية كاملة من إسرائيل، ويُمنع عنها إقامة أية علاقات دولية، ويُطلب منها التخلي عن كل الدعاوى التي رفعتها فلسطين ضد إسرائيل.