بدأت بريطانيا، السبت 1 فبراير/شباط 2020، حياتها الجديدة خارج الاتحاد الأوروبي، بعدما خرجت رسمياً منه عند منتصف الليل، بعد 47 عاماً من وجودها فيه، وشهدت مدن بريطانيا احتفالات، في حين أبدى آخرون انزعاجهم من مغادرة الاتحاد.
المشهد عن قرب: أمام البرلمان في لندن، تبادل بريطانيون القبلات وغنوا "ليحمي الله الملكة" احتفالاً بما اعتبروه "استعادة لاستقلالهم"، وفي شمال إنجلترا، المشكك في جدوى الاتحاد، أُطلقت الألعاب النارية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بالتزامن مع ذلك، تصدّر هاشتاغ Brexit قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في بريطانيا، ونشر مستخدمون مقاطع فيديو تُظهر لحظة مغادرة بريطانيا للاتحاد، حيث وضعت شاشة كبيرة عليها أرقام للثواني الأخيرة قبل انتهاء لحظة تاريخية وبداية أخرى جديدة.
بريطانيون ووسائل إعلام نشروا أيضاً مقطع فيديو، يُظهر لحظة إزالة علم بريطانيا من مقر المجلس الأوربي في العاصمة البلجيكية بروكسل، ومقر البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية.
مشاعر حزن: بعيداً عن صخب السعداء بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان آخرون يشعرون بالحزن، وفي مدينة أدنبرة، عاصمة اسكتلندا، أُضيئت الشموع حزناً على الانفصال.
ليس ذلك فحسب، بل أشعل خروج بريطانيا من جديد أحلام الاسكتلنديين بالاستقلال والعودة مستقلة يوماً ما إلى الحضن الأوروبي، حيث طالبت نيكولا ستيرغن، زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي، وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، بمنح بلادها الحق في تنظيم استفتاء جديد للانفصال عن المملكة المتحدة.
لكن جونسون رفض هذا الطلب، مؤكداً في خطاب رسمي موجّه للحكومة الاسكتلندية أنه "لن يقبل بأي طلب حول تنظيم استفتاء جديد حول الانفصال".
عودة إلى الوراء: يأتي انفصال بريطانيا بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من التقلبات والمفاوضات، وبخروج بريطانيا فإن الاتحاد الأوروبي يفقد للمرة الأولى دولة عضوة ومعها 66 مليون نسمة.
كان 51.9% من البريطانيين قد صوتوا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، في 23 يونيو/حزيران 2016، ليشكل ذلك بداية رحلة طويلة انتهت فعلياً بمغادرة بريطانيا للاتحاد.
ماذا بعد؟ سيلاحظ المواطنون البريطانيون بعض التغيُّرات، إذ لم يعودوا مواطنين في الاتحاد الأوروبي، لكن أغلب قوانين الاتحاد الأوروبي ستبقى سارية في البلاد، بما فيها حرية تنقل الناس، حتى 31 ديسمبر/كانون الأول، عندما تنتهي الفترة الانتقالية.
تسعى بريطانيا إلى اتفاق تجارة حرة دائم مع الاتحاد الأوروبي، شبيه باتفاق الاتحاد مع كندا، ولكن قادة دول الاتحاد حذروا بريطانيا من أنها ستواجه مفاوضات شاقة للتوصل إلى اتفاق في الآجال المحددة، وفقاً لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC.