جدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت الأول من فبراير/شباط 2020، رفضه القاطع لمبادرة ترامب التي يُطلق عليها اسم "صفقة القرن"، مؤكداً أنه لن يقبل أن يسجَّل في تاريخه أنه تنازل عن مدينة القدس المحتلة.
عباس قال أيضاً في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، إن السلطة الفلسطينية أبلغت إسرائيل بأن عليها أن تتحمل مسؤولياتها بصفتها سلطة احتلال، وتابع: "وجهنا رسالة لإسرائيل وأمريكا أبلغناهم فيها بقطع العلاقات معهما، بما فيها العلاقات الأمنية".
هذه ليست أول مرة، تعلن فيها السلطة الفلسطينية أنها في حل من الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، إذ سبق لها أن لوحت وصرحت بذلك أكثر من مرة بعد انسداد الأفق في عملية السلام، وإعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. وعلى الأرض ما زال التنسيق الأمني بين رام الله وإسرائيل مستمر ولم يتوقف، لكن في الوقت نفسه لم تعد هناك خيارات أخرى بيد السلطة الفلسطينية، ومن غير المعروف جدية التصريحات هذه المرة.
بينما كان يخاطب وزراء الخارجية العرب أوضح أنه "بمجرد أن قالوا إن القدس تُضم لإسرائيل لم أقبل بهذا الحل إطلاقاً، ولن أسجل على تاريخي ووطني أني بعت القدس أو تنازلت عنها، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعاً"، في إشارة للدول العربية والإسلامية. يضيف: "سبق أن قبلنا بإقامة دولة فلسطينية على 22% من فلسطين التاريخية والآن يطالبون بـ 30% من هذه المساحة المتبقية".
قال عباس إنه التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 4 مرات، وإن الوفد الأمريكي زار الأراضي الفلسطينية 37 مرة، إلا أن جميع هذه اللقاءات "لم تثمر عن شيء، ولديّ اعتقاد تام بأن ترامب بارك صفقة القرن دون أن يعرف عنها شيئاً، وجاريد كوشنر صهره الرئيس الأمريكي هو الذي عمل على إعداد الصفقة".
يضيف أن الرئيس الأمريكي حاول الاتصال به هاتفياً لكنه رفض الحديث معه هاتفياً أو استلام أي رسائل منه.
من جانبه، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطيني رياض المالكي، إن بلاده تقدمت بمشروع قرار إلى الجامعة العربية لرفض الخطة، موضحاً أن فلسطين تتوقع من كافة الدول العربية أن تتبنى وتوافق على مسوّدة القرار، لتصبح قراراً بالإجماع.
يُذكر أن سفراء الإمارات، والبحرين، وسلطنة عُمان، قد حضروا إعلان ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لـ "صفقة القرن".
تتضمن الخطة الأمريكية المكونة من 80 صفحة إقامة دولة فلسطينية في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة مزعومة لإسرائيل.
تجعل الخطة "الدولة الفلسطينية" مسلوبة السلطة، وتحت وصاية أمنية كاملة من إسرائيل، ويُمنع عنها إقامة أية علاقات دولية، ويُطلب منها التخلي عن كل الدعاوى التي رفعتها فلسطين ضد إسرائيل.