قررت محكمة جنايات القاهرة، السبت 1 فبراير/شباط 2020، إحالة أوراق الضابط المصري السابق هشام عشماوي، و36 متهماً آخرين، إلى مفتي الجمهورية، لاستطلاع رأيه الشرعي في إصدار حكم بإعدامهم، وذلك في القضية المعروفة إعلامياً بـ "تنظيم أنصار بيت المقدس".
تفاصيل القرار: وسائل إعلام مصرية قالت إن المحكمة التي عُقدت برئاسة المستشار حسن محمود بريد، أسندت إلى المتهمين تُهماً بارتكاب 54 جريمة، تضمَّنت اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت عدة منشآت أمنية، وتولي قيادة جماعة إرهابية.
كما حددت المحكمة، التي تنظر القضية التي يحاكم فيها 213 متهماً، جلسة الثاني من مارس/آذار المقبل، للنطق بالحكم.
بموجب القانون المصري فإن المحكمة ملزمة باستطلاع رأي مفتي الجمهورية قبل إصدار أحكام الأعدام، لكن رأيه يظل استشارياً.
عودة إلى الوراء: كانت النيابة قد وجَّهت للمتهمين تهم تأسيس وتولي القيادة والانضمام إلى جماعة إرهابية، تهدف إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على حقوق وحريات المواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.
كما اتهمتهم بالتخابر مع منظمة أجنبية (حركة حماس الفلسطينية)، وتخريب منشآت الدولة، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والشروع فيه، وإحراز الأسلحة الآلية والذخائر والمتفجرات.
يُذكر أن القاهرة أعلنت، في 29 مايو/أيار 2019، عن تسلمها عشماوي من قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، التي أوقفته في مدينة درنة شرقي ليبيا، في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
مَن هو عشماوي؟ انضم إلى الكلية الحربية في 1996 عندما كان عمره 18 عاماً، وانضم بعد التخرج إلى سلاح المشاة، ثم الصاعقة، ليُثبت تميزاً عسكرياً شابَته بعض السلوكيات الدينية المتشددة، التي دفعت أجهزة الاستخبارات لمراقبته، حسب موقع قناة الحرة.
بعد أربع سنوات من التحاقه بالجيش، نُقل عشماوي إلى أعمال إدارية، بعد ملاحظة تحدثه عن السياسة والدين. وحوكم عسكرياً عندما شوهد يجتمع بعدد من المجندين ويحدثهم عن الدين، ويحرضهم على عدم الانصياع لأوامر القيادات.
يقول أقاربه إن نقطة التحول كانت في 2006، حين اعتُقل صديق له وتوفي في الحجز بعد تعرضه للتعذيب، بعدها لاحظوا عنده تحولاً معنوياً حاداً.
في 2012، انضم عشماوي لجماعة أنصار بيت المقدس، ليقود خلية مختصة بتدريب أعضاء التنظيم على الأعمال القتالية، مستغلاً خبرته العسكرية، حسب ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤولين أمنيين.
مع حلول نوفمبر/تشرين الثاني 2014، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس التي ينتمي إليها عشماوي البيعة لتنظيم داعش، لكن عشماوي رفض مبايعة داعش، وكوَّن مجموعة "المرابطون"، التي عُرفت بموالاة تنظيم القاعدة في ليبيا.
بعد هجوم الواحات الذي قاده في أكتوبر/تشرين الأول 2017، توجه عشماوي إلى ليبيا، مستغلاً حالة الفوضى التي تسود البلاد منذ سقوط معمر القذافي.