قال موقع BDS South Africa الجنوب إفريقي، إن ظهور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رفقة بنيامين نتنياهو لإعلان خطة السلام للشرق الأوسط المعروفة إعلامياً بـ "صفقة القرن"، يذكِّر الجنوب إفريقيين بظهور الرئيس الأمريكي آنذاك، رونالد ريغان، على شاشة التلفزيون جنباً إلى جنب مع رئيس حكومة الفصل العنصري (الأبارتهايد) في جنوب إفريقيا، بيك بوتها.
يذكر الموقع في التقرير الذي نشره، أنه خلال مؤتمرهما الصحفي، أعلن ريغان أنَّ لديه خطة لهذا النظام. وهذه الخطة، التي صاغتها ابنته وزوجها، هي استمرار حكومة الفصل العنصري المؤمنة بسيادة الجنس الأبيض كما هي، وعلى السكان السود الأصليين القبول بالأمر الواقع.
هكذا يرى الجنوب إفريقيين ظهور الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب على التلفزيون مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو. ففي مؤتمره الصحفي الأخير، في 28 يناير/كانون الثاني 2020، أعلن ترامب أنَّ لديه خطة لتسوية احتلال إسرائيل غير القانوني لفلسطين. وخطته، التي صاغتها في الأساس ابنته وزوجها، هي أنَّ الاحتلال الإسرائيلي سيستمر كما هو ويجب على السكان الفلسطينيين الأصليين قبول الوضع الراهن.
إذ صرحت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في جنوب إفريقيا: "نعلن انضمامنا إلى أصدقائنا الفلسطينيين، من فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية بالكامل وحماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومنظمات المجتمع المدني الفلسطينية والشعب الفلسطيني كافة، الذين نتذكر باعتزازٍ دعمهم لنا في كفاحنا ضد الأبارتهايد، في رفضهم لخطة دونالد ترامب المقترحة بشأن الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لفلسطين. ونضم أصواتنا للإسرائيليين اليهود التقدميين، والتقدميين اليهود في جنوب إفريقيا وجميع أنحاء العالم، الرافضين لخطة ترامب".
كانت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية قد شبَّهت خطة دونالد ترامب بـ "الجبن السويسري" الشهير بفراغاته. وفي بيان صحفي صدر يوم الأربعاء، 29 يناير/كانون الثاني، "ترامب يُقدِّم الجبنة لإسرائيل وفراغاتها للفلسطينيين".
كما أضافت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في جنوب إفريقيا: "نشاطر رفاقنا الإسرائيليين رأيهم، ونتذكر بأسى كيف حاول نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا فرض خطته الخاصة خلال الثمانينيات والتي سمحت بامتلاك أصحاب البشرة البيضاء جنوب إفريقيا، وفرضت على سكان جنوب إفريقيا الأصليين أن يرضوا بجيوب صغيرة تسمى بانتوستانات. لقد رفضنا ذلك حينها في جنوب إفريقيا تحت حكومة الفصل العنصري، ونحن اليوم ننضم إلى أولئك الذين يرفضونه في فلسطين وإسرائيل".
أعلنت الحركة قائلة: "نحن الجنوب إفريقيين، تذكر كيف أصررنا على شروط أساسية معينة يجب تلبيتها قبل الدخول في أية مفاوضات، ومنها إطلاق سراح نيلسون مانديلا وجميع السجناء السياسيين. وبالمثل، ندعم الفلسطينيين، الذين لديهم أيضاً الحق في الإصرار على شروط أساسية معينة، مثل إطلاق سراح السجناء السياسيين الفلسطينيين (ومنهم 400 طفل محتجزين في سجون إسرائيل)".
تابعت: "خلال الثمانينيات، طالبنا -نحن الجنوب إفريقيين- العالم بمقاطعة حكومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها إلى أن تلبي شروطنا الأساسية، وهو ما مهد الطريق وقتها لإجراء مفاوضات مجدية. وبالمثل، يدعو الفلسطينيون إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها إلى أن توافق على شروطهم الأساسية".
كما ستعمل حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في جنوب إفريقيا، بوصفها منظمة غير ربحية، جنباً إلى جنب مع حلفائها في جنوب إفريقيا؛ وضمن ذلك سفارة فلسطين، والحزب الحاكم في البلاد "الحزب الوطني"، وجميع الأحزاب السياسية الأخرى، ومنظمات المجتمع المدني ومنها النقابات العمالية؛ لضمان محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي. وأعلنت الحركة ضم صوتها إلى صوت حكومة جنوب إفريقيا في مطالبة إسرائيل بإنهاء احتلالها لفلسطين.
في هذا السياق، ستلتقي الحركة السفير الفلسطيني المُعيَّن حديثاً لدى جنوب إفريقيا، حسن جرار، اليوم الجمعة 31 يناير/كانون الثاني، حيث ستعمل على وضع استراتيجيات مشتركة ومناقشة الخطوات المُلِحَّة اللازم اتخاذها. وسيلي الاجتماع مؤتمرٌ صحفي تعلَن فيه الخطط التي توصل إليها الجانبان.