أفاد تقرير لوكالة رويترز بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يحقق في استخدام برنامج تجسس لشركة NSO Group الإسرائيلية في عمليات اختراق إلكتروني محتملة استهدفت مواطنين سعوديين وشخصيات شهيرة ومؤثرة وشركات أمريكية على رأسها واتساب، فضلاً عن جمع معلومات استخبارية عن حكومات، وذلك في أعقاب تقارير تتحدث عن احتمالية تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في اختراق هاتف الآيفون الخاص بالرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس.
تحقيقات مستمرة 3 أعوام: بدأ التحقيق في عام 2017، عندما أراد ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي معرفة ما إذا كانت NSO Group امتلكت شفرة يمكنها اختراق هواتف الأشخاص، وفقاً لمصدر استجوبه مكتب التحقيقات الفيدرالي وقتها، ثم مرة أخرى العام 2019.
وقد ذكرت NSO أنها تبيع برمجيات التجسس والدعم الفني حصرياً للحكومات وأن هذه الأدوات تستخدم في ملاحقة الإرهابيين المشتبه بهم وغيرهم من المجرمين. ولطالما أكدت الشركة أن منتجاتها لا يمكن أن تستهدف أرقام هواتف أمريكية رغم أن بعض خبراء الأمن الإلكتروني شككوا في ذلك.
التحقيقات زادت بعد دعوى فيسبوك: قال شخصان تحدثا مع ضباط في مكتب التحقيقات أو مسؤولين بوزارة العدل إن المكتب أجرى مزيداً من المقابلات مع خبراء في قطاع التكنولوجيا بعد أن رفعت شركة فيسبوك دعوى قضائية في أكتوبر/تشرين الأول 2019، متهمة NSO باستغلال عيب في تطبيق واتساب للمراسلة المملوك لفيسبوك لاختراق حسابات 1400 مستخدم.
تورط في اختراق هاتف بيزوس: كانت صحيفة The Guardian البريطانية أول من ذكر أوائل الشهر الجاري (يناير/كانون الثاني 2020)، أن بن سلمان ربما ساعد في سرقة بيانات من هاتف بيزوس بعدما أرسل إليه مقطع فيديو غير مهم يحتوي على ملف خبيث عام 2018. ويُعتقد أن عملية الاختراق حدثت بعدما تحدث الرجلين عبر تطبيق واتساب في الأول من مايو/أيار من العام 2018، بعد أسابيع من لقائهما على العشاء في لوس أنجلوس، لكن المملكة نفت تورط ولي العهد، وقالت إن تلك مزاعم "سخيفة".
بعدها رجح تقرير للأمم المتحدة احتمالية تورط ولي العهد، وقال إن التحليل الجنائي للهاتف كشف أن الاختراق "على الأرجح" حدث بواسطة برنامج تمتلكه NSO Group. فيما قال مصدران مطلعان إن جزءاً من التحقيق يهدف إلى فهم العمليات التجارية لـNSO والمساعدة التقنية التي تقدمها للعملاء.
NSO لا تعرف شيئاً عن التحقيق: قالت الشركة الإسرائيلية إنها لا تعرف شيئاً عن التحقيق. وذكرت NSO في بيان قدمته شركة ميركوري بابليك أفيرز استراتيجي "لم يتم الاتصال بنا من قبل أي من وكالات إنفاذ القانون الأمريكية على الإطلاق بشأن أي من هذه الأمور". ولم تجب NSO عن أسئلة إضافية حول سلوك موظفيها لكنها سبق وقالت إن عملاء حكوميين هم الذين نفذوا عمليات التسلل لرويترز أو موقع Business Insider الأمريكي.
بينما قالت متحدثة باسم مكتب التحقيقات إن المكتب "ملتزم بسياسة وزارة العدل بعدم تأكيد أو إنكار وجود أي تحقيق، لذلك لن نتمكن من تقديم أي تعليق إضافي".
تجسس على شخصيات بارزة: جرى ربط شركة التجسس بعدة عمليات اختراق لشخصيات بارزة في السنوات الأخيرة، إذ حدد الباحثون في معمل "سيتزن لاب" وهو معمل أبحاث في الأمن الإلكتروني ومقره جامعة تورونتو 36 عميلاً استخدموا تكنولوجيا NSO مستهدفين أشخاصاً في 45 بلداً. وقد جرى اختراق واتساب في مايو/أيار 2019، وقالت صحيفة Financial Times إن المخترقين ثبتوا برنامج تجسس متطوراً لشركة NSO على عدد غير معلوم من الهواتف.
في يونيو/حزيران 2018، استهدف عملاء سعوديون هاتف الناشط السعودي الذي يعيش في المنفى في كندا عمر عبدالعزيز مستخدمين برنامج تجسس لشركة NSO. وقال عبدالعزيز في دعوى قضائية أقامها في ديسمبر/كانون الأول من العام 2018، إن برنامج التجسس نفسه جرى استخدامه لاستهداف المنشق السعودي جمال خاشقجي الذي قتله عملاء سعوديون في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2018.
كذلك ذكر مدير مكتب صحيفة New York Times في بيروت بن هوبارد، يوم الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني، أن هاتفه استهدفه عملاء سعوديون. وقال إن باحثين تقنيين حددوا أن الهجوم نُفذ أيضاً على الأرجح بتكنولوجيا شركة NSO.