قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، خلال اجتماع مع قادة أمريكيين يهود وإنجيليين، إن قيام دولة فلسطينية سيستغرق وقتاً طويلاً بموجب شروط خطة البيت الأبيض للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة بـ"صفقة القرن"، وفقاً لما أورده موقع "تايمز أوف إسرائيل" نقلاً عن مصادر كانت بالغرفة.
الموقع الإسرائيلي الناطق بالعربية قال، الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2020، إنه بعد وقت قصير من كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اقتراحه الذي طال انتظاره، في حين وقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى جانبه، التقى فريدمان مجموعة تضم أكثر من عشرين قائداً يهودياً وإنجيلياً في إحاطة غير رسمية.
"لا دولة فلسطينية" في المستقبل القريب
إحدى النقاط التي أثارها كانت أنه في حين تدعو خطة ترامب ظاهرياً إلى حل الدولتين، لا تتوقع الإدارة إقامة دولة فلسطينية في المستقبل القريب.
مسؤول يهودي أمريكي كان حاضراً في اللقاء قال إن "السفير فريدمان قال إن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً للفلسطينيين لبناء المؤسسات التي يحتاجونها، لتكون لديهم دولة تعمل بقوتها كاملة، وهذا جزء من سبب منحهم جدولاً زمنياً لأربع سنوات في الخطة".
إذ تنص خطة ترامب المكونة من خمسين صفحة، والتي نُشرت هذا الأسبوع، على إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف على معظم أجزاء الضفة الغربية، ومن دون غور الأردن وشبكة من الجيوب التي تم إخراجها، لتشمل جميع المستوطنات الإسرائيلية ومساحات صغيرة من الأرض تصل بينها.
كما تفرض التجميد على البناء الاستيطاني في المناطق المخصصة لدولة فلسطينية مستقبلية، والتي ترتكز على شروط طالَب بها نتنياهو منذ فترة طويلة، وضمن ذلك أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، واعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية، واستمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية الشاملة في الضفة الغربية.
لكن الخطة تسمح للقدس أيضاً بتوسيع القانون الإسرائيلي ليشمل جميع المستوطنات القائمة، وهو ما يعادل الضم.
قادة يهود وإنجيليون شاركوا في اللقاء
بحسب الموقع الإسرائيلي، شارك في اللقاء مع القادة اليهود والإنجيليين ممثلون من منظمات يهودية كبرى، مثل الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية، ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى والاتحاد الأرثوذكسي، وبعض المجموعات اليهودية اليمينية مثل المنظمة الصهيونية في أمريكا الشمالية. قالت المصادر إن معظم الجلسة خُصص لشرح الخطة.
بينما قال أحد المسؤولين إن فريدمان "ناقش بعض التفاصيل الإضافية في الخطة"، وأضاف أنه "شرح لنا تصريح الرئيس بشأن عاصمة فلسطينية محتملة في شرقي القدس بالجزء الواقع وراء الجدار الأمني، على سبيل المثال. وناقش عدداً من العناصر الأخرى في الخطة بتفصيل أكثر من تلك التي تحدَّث عنها الرئيس ورئيس الوزراء في الجلسة العلنية".
وضع "القدس" يربك الإسرائيليين
الموقع أشار أيضاً إلى أن ترامب أربك البعض عندما قال إن الخطة ستعترف بالقدس "عاصمة غير قابلة للتجزئة" لإسرائيل، في حين قال في وقت لاحق، إن الخطة تعرض إقامة عاصمة فلسطينية في شرقي القدس.
المصدر قال إن معظم الأشخاص في الغرفة أبدوا تقبُّلاً للاقتراح، "أعتقد أن الشعور العام بشأن الخطة كان التقدير للعمل الشاق والأفكار التي خرجت بهذه الخطة"، وأضاف: "لم يتم بعدُ دراسة كثير من التفاصيل وفهمها".
بخلاف الإدارات الأمريكية السابقة، تتصور الخطة إنشاء دولة فلسطينية في جزء من الضفة الغربية، وعدد ضئيل من الأحياء في القدس الشرقية وقطاع غزة وبعض مناطق جنوبي إسرائيل، بشرط أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية، ونزع سلاح حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة.
تدعو الخطة أيضاً إلى السماح لإسرائيل بضم المستوطنات، ومنح الدولة اليهودية السيادة على غور الأردن، بالإضافة إلى استمرار السيطرة الأمنية الشاملة غربي نهر الأردن، ومنع الفلسطينيين من دخول إسرائيل كلاجئين.
وضع الفلسطينيين في "سجن كبير"
من جهة أخرى، يقول الخبير في الاستيطان خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس، لـ "الأناضول"، إن منطقة الأغوار، التي تعتبر سلة الغذاء بالضفة الغربية، ستكون بكاملها تحت السيطرة الإسرائيلية.
كما أوضح أن الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية ستكون محاطة بالمستوطنات والشوارع الالتفافية (التي يسلكها المستوطنون)، محذراً من أن إسرائيل "تسعى لتفريغ القدس من أهلها وجعل الفلسطينيين فيها أقلية".
تتضمن الخطة -التي رفضتها السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة كافة- إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
يقول التفكجي: "إذا تم ضم أكثر من 40% من أراضي (ج) بالإضافة إلى المستوطنات الإسرائيلية، فهذا يعني على أرض الواقع تقطيع الضفة إلى كانتونات".