علقت كل من تونس والجزائر والمغرب، مساء الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني 2020، على إعلان رؤية ترامب لما يسميه "الحل النهائي" للقضية الفلسطينية، وهو ما يعرف بـ "صفقة القرن"، حيث أكدت كل من الجزائر وتونس على رفضهما للخطة، فيما وعدت المغرب بأنها ستدرس تفاصيلها بعناية فائقة.
الخارجية الجزائرية رغم تأخرها هذه المرة عن التعليق على غير عادتها، أعربت عن رفضها قائلة إن حق الشعب الفلسطيني غير قابل للتصرف أو السقوط بالتقادم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسيدة عاصمتها القدس الشرقية، كما أكدت أنه لا سبيل للحل من دون إشراك الفلسطينيين، ناهيك إذا كان هذا الحل موجها ضدهم بعد الإعلان عن ما يسمى بـ "صفقة القرن".
كما أكدت تمسكها بمبادرة السلام العربية المعتمدة القمة العربية ببيروت والمبنية على مبدأ الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، كل الأراضي العربية، مقابل السلام في إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لاسيما القرارين رقم 242 و338.
ودعت الجزائر إلى تنسيق عربي ودولي مشترك من أجل تجاوز الانسداد القائم.
المغرب يعد بدراسة تفاصيل الصفقة بعناية كاملة
أما المغرب فقال في أول تعليق رسمي على الخطة إنه تقدر جهود السلام التي تبذلها إدارة ترامب وتتمنى إطلاق عملية سلام بناءة.
وزير الخارجية ناصر برويطة قال إن بلاده تابعت "باهتمام عرض رؤية رئيس الولايات المتحدة لأمريكا، دونالد ترامب حول القضية الإسرائيلية الفلسطينية. بالنظر إلى أهمية هذه الرؤية ونطاقها، سوف يدرس المغرب تفاصيلها بعناية فائقة".
متابعاً أن "حل القضية الفلسطينية هو مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط. ولهذا السبب، تقدر المملكة المغربية جهود السلام البناءة التي تبذلها إدارة ترامب بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومنصف لهذا الصراع".
كما جددت الحكومة المغربية تأييدها لمبدأ حل الدولتين، والتفاوض بين الطرفين باعتباره الأسلوب الأنجع للوصول إلى أي حل، مع الحفاظ على الانفتاح على الحوار.
برويطة لفت إلى أن بلاده تأمل في التوصل إلى حل "واقعي قابل للتطبيق ومنصف ودائم للقضية الإسرائيلية الفلسطينية"، بما يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إقامة دولة مستقلة، تتوفر لها شروط الحياة وذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.
تونس تعرب عن قلقها
بدورها، قالت الخارجية التونسية، مساء الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني 2020، إنها "تُتابع بقلق بالغ ما تم الإعلان عنه بخصوص مبادرة الإدارة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية. وتؤكد من منطلق إيمانها بعدالة القضية الفلسطينية أن إحلال السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط يمرّ وجوبا عبر الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف والتجزئة في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف".
أضاف البيان: "تُجدّد تونس التأكيد على ضرورة عدم المساس بالوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
متابعاً: "كما تُعرب تونس مجدّداً عن وقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني الأبيّ من أجل استعادة حقوقه المشروعة ودعمها لكل المبادرات الرامية إلى استئناف مسار السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حقّ الشعب الفلسطيني في أرضه، وهو حقّ غير قابل للسقوط بمرور الزمن".
"صفقة القرن"
مساء الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2020، أعلن ترامب، في مؤتمر صحفي بواشنطن، "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو. وتضمن اقتراحه إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
الرد الفلسطيني
في أول رد فعل لمحمود عباس على إعلان ترامب خطة السلام، طالب برصّ الصفوف وتوحيدها، وتعميق روابط الوحدة الوطنية، وإعطاء الأولوية على جبهة الاحتلال، وإسقاط مخطط تصفية المشروع الوطني الفلسطيني.
أضاف: "استراتيجيتنا ترتكز على استمرار كفاحنا الذي لم ينقطع لإنهاء الاحتلال، وتجسيد استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف"، موضحاً: "سوف نبدأ فوراً باتخاذ كل الإجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية الفلسطينية، تنفيذاً لقرارات المجلسين الوطني والمركزي".
تابع: "لن نركع، ولن نستسلم، ونحن صامدون وصابرون ومثابرون وقابضون على الجمر، وشامخون في وجه الاحتلال والطغيان.. ونحن لها".
شدد على أن "المؤامرات وصفقات العصر ومخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال، ولن تخلق حقاً، ولن تُنشئ التزاماً".