أصدر تلسكوب دانييل. ك إنوي الشمسي (اختصاراً DKIST)، في هاواي، صوراً تُظهر ملامح وتفاصيل لسطح الشمس، في مساحة لا تزيد عن 30 كم، في محاولة منه لدراسة الكيفية التي تعمل بها الشمس.
لماذا هذا الحدث مهم؟: الصور التي التقطها التلسكوب ستُساعد على فهم طبيعة الشمس، وكيفية تفاعل مركباتها، وقد كانت الصور الملتقطة، التي تضمنت تراكيب شبيهة بالخلايا في حجم ولاية تكساس الأمريكية تقريباً. وهي عبارة عن كتل في حالة توصيل حملي، من الغاز الساخن المثار أو البلازما، وفق ما نشره تقرير لموقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
المراكز المضيئة في الصورة التي التقطها التلسكوب هي أماكن تصاعد هذه المادة الشمسية، بينما الممرات المظلمة المحيطة بها هي الأماكن التي تبرد فيها البلازما وتغطس.
ما هو التلسكوب المستخدم في التقاط الصور؟: تلسكوب DKIST هو منشأة جديدة كلياً يقع فوق هاليكالا، وهو بركان يصل ارتفاعه إلى 3 آلاف متر في جزيرة ماوي في هاواي.
- تعتبر المرآة الأساسية للتلسكوب التي يبلغ قطرها 4 أمتار هي الأكبر في العالم بالنسبة لتلسكوب شمسي.
- سيستخدم المرصد لدراسة الكيفية التي تعمل بها الشمس، حيث إن العلماء يريدون رؤى جديدة حول سلوكها الديناميكي، على أمل أن يتمكنوا من التنبؤ بشكل أفضل بتوهجاتها النشطة، التي يشار إليها غالباً باسم "الطقس الفضائي".
من المعروف أن الانبعاثات الهائلة للجزيئات المشحونة وما يصحبها من مجالات مغناطيسية تؤدي إلى إتلاف الأقمار الصناعية الخاصة بالأرض، وتلحق الضرر برواد الفضاء، وتخفض من مستوى الاتصالات اللاسلكية، وحتى ضرب شبكات الطاقة وتعطيلها.
أهمية متابعة حركة الشمس: قال مات ماونتن، رئيس رابطة الجامعات لأبحاث علم الفلك، التي تدير تلسكوب DKIST: "على الأرض، يمكننا أن نتوقع ما إذا كانت السماء ستمطر خلال وقت قريب في أي مكان في العالم وبدقة شديدة، لكننا لم نصل إلى هذه الدقة فيما يخص الطقس الفضائي".
أضاف: "إن توقعاتنا بالنسبة للطقس الفضائي تتخلف عن مثيلتها بالنسبة للطقس الأرضي بما يعادل 50 سنة، إن لم يكن أكثر. وما نحتاج إليه هو فهم الفيزياء الأساسية وراء الطقس الفضائي، وهذا يبدأ من الشمس، وهو ما سيدرسه تلسكوب DKIST على مدار العقود القادمة".
صور أخرى ستُلتقط للشمس: يعد DKIST مكملاً رائعاً لمرصد الفضاء Solar Orbiter SolO، الذي سيطلق في الأسبوع القادم من كيب كانافيرال في فلوريدا.
- سوف يلتقط هذا المسبار الأوروبي الأمريكي المشترك صوراً للشمس من أقرب نقطة على الإطلاق، من مسافة 42 مليون كم فقط من سطحها. وهذه نقطة أقرب إلى الشمس حتى من كوكب عطارد.
سيرى SolO تفاصيل صغيرة تصل مساحتها إلى 70 كم، ولكنه سيستشعر حزمة أوسع بكثير من الأطوال الموجية، مقارنةً بـDKIST، وسيلتقط عينات لمستويات أكثر من الغلاف الجوي للشمس. وسوف يطير المسبار أيضاً في مسار يمنحه رؤية غير مسبوقة للمناطق القطبية.
قالت البروفيسور لويز هارا، من المرصد الجوي الفيزيائي في دافوس بسويسرا: "لدينا خطط مشتركة للمراقبة وُضعت بالفعل بين DKIST وSolar Orbiter، والتي ستكون مذهلة"