شهد مؤتمر الأزهر الشريف العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي المنعقد في مصر يومي الإثنين 27 والثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2020، اشتباكاً في النقاش بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ورئيس جامعة القاهرة محمد الخشت.
ففي جلسة "دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي"، حسبما نشر موقع صحيفة المصري اليوم الخاصة قال رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت في كلمته إنه: "من الضروري تجديد علم أصول الدين بالعودة إلى المنابع الصافية من القرآن وما صح من السنة النبوية، التجديد يقتضي طرق التفكير وتغيير رؤية العالم، ويجب أن تقوم على رؤية عصرية للقرآن بوصفه كتاباً إلهياً يصلح لكل العصور والأزمنة".
تابع في حديثه عن التراث الإسلامي: "في القرآن الكريم هناك تعددية الصواب، فالقرآن به ما هو قطعي الدلالة وما هو ظني الدلالة، وظني الدلالة أكثر حتى تتعدد المعاني، لذا فالصواب ليس واحداً، وهو ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم في قضية صلاة العصر في بني قريظة".
أما بخصوص الواقع الحالي للعلوم الدينية، قال الخشت: "الواقع الحالي للعلوم الدينية ثابت مقام على النقل والاستنساخ مفيش تحليل نقدي أو علمي ولا أي استفادة من العلوم الإنسانية، بل استعادة للفنون القديمة، لأننا لم نستطع الدخول لعصر جديد، وهنا من الضروري تطوير علوم الدين وليس إحياء علوم الدين، لو عاد الشافعي لجاء بفقه جديد، وكذلك ابن حنبل لو عاد لجاء بفقه جديد".
لكن شيخ الأزهر أحمد الطيب عقب على كلام الخشت بقوله إنه كان يجب على رئيس جامعة القاهرة أن يجهز كلمة جيدة بخصوص التجديد، ويدرسها جيداً قبل إلقائها، لا أن تأتي كلمته، في إشارة إلى كلام الخشت، نتيجة تداعي الأفكار وتداعي الخواطر.
ورفض الطيب كلام الخشت عن الأشاعرة، قائلاً: "رئيس الجامعة نادى بترك مذهب الأشاعرة، لأنهم بنوا، وتحدث عن أحاديث الأحاد، فأقول، الأشاعرة لا يقيمون عقيدتهم على أحاديث الأحاد، وأنا درست ذلك في المرحلة الثانوية في 60 و65 من القرن الماضي، وهم لا يمكن أن يقيموا مسألة واحدة في أصول العقائد إلا على الحديث المتواتر".
الطيب رفض مزايدة الخشت على التراث الإسلامي، قائلاً: "الكلام عن التراث كلام عجيب، خسارة ما يقال عن التراث، هذا مزايدة على التراث، هذا التراث الذي نهون من شأنه اليوم ونهول في تهوينه، التراث خلق أمة كاملة وتعايش مع التاريخ، قل حضرتك قبل أن نلتقي بالحملة الفرنسية كيف كان يسير العالم الإسلامي، كان يسير على قوانين التراث".
في المقابل، ورداً على كلام شيخ الأزهر قال الخشت، إنه لا يمكن التقليل من الجهود التي يبذلها الأزهر على مختلف المستويات، وقال إن الخلاف في وجهات النظر أمر منطقي وطبيعي في الأوساط العلمية، وأنه يختلف ويتفق مع الأزهر ولكنه يقدره.
وفقاً لما نشره المصري اليوم، فقد رفض الخشت في كلمته أمام المؤتمر محاولة "إحياء علوم الدين"، ودعا إلى ضرورة "تطوير علوم الدين".