كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2020، عن خطته للسلام، التي طال انتظارها في الشرق الأوسط، قدَّم فيها اقتراحاً يمنح إسرائيل معظم ما سعت إليه على مدار عقود من الصراع، مع إنشاء ما سمّاه دولة فلسطينية ذات سيادة محدودة.
بموجب خطة ترامب فإن إسرائيل ستسيطر على القدس كاملة وموحدة، وتكون عاصمة لها، كما لا تطالب الخطة بالتخلي عن أيٍّ من المستوطنات في الضفة الغربية، التي أثارت غضب الفلسطينيين. كما وعد ترامب بتقديم 50 مليار دولار من التمويل الدولي، لبناء ما أطلق عليه ترامب دولة فلسطينية، وفتح سفارة أمريكية بها.
ترامب أوضح في الحفل الذي أقيم في البيت الأبيض الوضع الأحادي الجانب وهو يمثل "رؤية تقدم فرصة مربحة للجانبين ، حل الدولتين الواقعي الذي يحل خطر قيام دولة فلسطينية في الأمن". يحيط به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن لا يوجد نظير له من القيادة الفلسطينية، التي لا تتحدث مع إدارة ترامب.
على المدى القريب، فإنَّ الخطة الواردة في 80 صفحة ستُحرك على الأرجح السياسات في إسرائيل والولايات المتحدة. وبالتأكيد سيحرص ترامب على الإتيان على ذكر أن الخطة تميل لصالح إسرائيل، في جولته ضمن حملته لخوض انتخابات 2020، للفوز بدعم الأمريكيين اليهود المحافظين في ولاية فلوريدا وغيرها من الولايات الرئيسية، إضافة إلى دعم المسيحيين الإنجيليين الذين يشكلون بعضاً من أقوى مؤيديه، ويدعمون توسع إسرائيل في الأراضي المقدسة.
ترامب يعول على الحكومات العربية "الصديقة"
في حين أن الفلسطينيين سيرفضون على نحوٍ شبه مؤكد الخطة، يقول حلفاء ترامب إنهم سيراقبون عن كثب الحكومات العربية الأخرى التي أسس ترامب معها علاقات وثيقة، والتي حسّنت علاقاتها مع إسرائيل، ليروا ما إذا كانت تلك الحكومات قد توفر أي غطاء سياسي للخطة.
رأت نيكي هالي، سفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة، أنّ مثل هذا الدعم العربي قد يُجبر الفلسطينيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقالت من تل أبيب، يوم الإثنين 27 يناير/كانون الثاني: "لو تجاوبت الدول العربية بإيجابية مع الخطة، أو حتى إن لم يُملوا شيئاً على الجانب الفلسطيني، فسيكون ذلك أمراً مهماً، وسيعطي الفلسطينيين درساً بأنهم قد لا يحصلون على الدعم الذي حازوه سابقاً".
أصرَّ ترامب على أن خطته ستكون جيدة للفلسطينيين، وقال: في خطابي الذي أرسلته إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قلت له: أريدك أن تعرف أنك إذا اخترت طريق السلام، فإن أمريكا والعديد من البلدان الأخرى ستكون معك، سنكون هناك لمساعدتك في العديد من الجوانب المختلفة".
لكنه بدلاً من التودد للفلسطينيين، بعدما أعلن ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، اقتصرت أفعال إدارة ترامب علىلكن زيادة الضغط على الفلسطينيين، وقطع التمويل الأمريكي عن المناطق الفلسطينية، وإغلاق المكتب الدبلوماسي الفلسطيني في واشنطن.
بدَّد هذا الآمال المسبقة للفلسطينيين، الذين اعتقدوا أن النهج غير التقليدي لترامب في السياسة الخارجية، وحبه لإبرام صفقات كبرى، قد يؤديان إلى ممارسته الضغط على إسرائيل، لدرجة شعروا أن الرؤساء الأمريكيين السابقين لم يصلوا إليها.
من شأن خطة ترامب أن تتضمن 6 بنود رئيسية، كما أوضحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو في كلمته التي تلت خطاب ترامب، حيث شارك الرئيس الأمريكي في الإعلان عن الخطة في وقت غاب عنها الجانب الفلسطيني.
وهذه البنود هي:
أولاً: اعتراف الفلسطينيين بأن إسرائيل دولة يهودية.
ثانياً: إسرائيل ستحافظ على السيطرة الأمنية غرب نهر الأردن، وهذا يُعطي إسرائيل حدوداً شرقية دائمة معترفاً بها.
ثالثاً: دعوة حماس لنزع سلاحها، وغزة تكون منزوعة السلاح.
رابعاً: مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تُحل خارج إسرائيل.
خامساً: القدس تبقى عاصمةً موحَّدة تحت السيادة الإسرائيلية.
سادساً: الخطة لا تُخرج أي شخص إسرائيلي أو فلسطيني من منزله، بل تقترح حلولاً مبتكرة، بحيث يرتبط الإسرائيليون بإسرائيل، والفلسطينيون يرتبطون ببعضهم.