مباشرة بعد نهاية المؤتمر الصحفي، الذي أعلن خلاله عن "خطته للسلام" بين الفلسطينيين وإسرائيل، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2020، على حسابه في "تويتر"، خريطةً بالعربية توضح حدود الدولة الفلسطينية، في خطة ما يسمى "صفقة القرن" المزعومة.
ترامب قال في تعليقه على الخريطة التي نشرها في تغريدته: "هذا ما قد تبدو عليه دولة فلسطين المستقبلية، بعاصمة في أجزاء من القدس الشرقية"، وأظهرت خريطة ترامب ربط مناطق فلسطينية في الضفة الغربية مع قطاع غزة عبر نفق.
من جهته، قال جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي، في تعليقه على الخريطة التي نشرها ترامب "إنها مستوحاة من القرار 242 الذي كان يتحدث عن الأراضي الفلسطينية".
القرار 242 أصدره مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1976، وجاء تعبيراً عن الخلل الخطير في ميزان القوى في الصراع العربي الإسرائيلي، وهو الذي لا شك كان نتيجة الهزيمة التي مُني بها العرب في الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة (يونيو/حزيران 1967).
كان الهدف من هذا الموقف هو المحافظة على الغموض الذي أحاط بالفقرة الخاصة بالانسحاب، خاصة في النص الإنجليزي، فقد ورد في المادة الأولى/ الفقرة أ: "انسحاب القوات الإسرائيلية من أراض احتلت في النزاع الأخير". أما في النصوص الفرنسية والروسية والإسبانية والصينية فقد دخلت "أل" التعريف على كلمة أراض، بحيث لم يعد هناك أي لبس أو غموض. وزيادة في الوضوح فقد بادر مندوبو عدة دول مثل فرنسا والاتحاد السوفييتي ومالي والهند ونيجيريا إلى التصريح -قبل التصويت على القرار- بأن حكوماتهم تفهم هذه الفقرة بأنها تعني انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي التي احتلت عام 1967.
بموجب خطة ترامب فإن إسرائيل ستسيطر على القدس كاملة وموحدة، وتكون عاصمة لها، كما لا تطالب الخطة بالتخلي عن أي من المستوطنات في الضفة الغربية، التي أثارت غضب الفلسطينيين. كما وعد ترامب بتقديم 50 مليار دولار من التمويل الدولي لبناء ما أطلق عليه ترامب دولة فلسطينية، وفتح سفارة أمريكية بها.