تجمع آلاف المتظاهرين وسط العاصمة العراقية، صباح الجمعة 24 يناير/كانون الثاني 2020، في احتجاج مناهض للوجود العسكري الأمريكي في البلاد، تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، للخروج في "تظاهرة مليونية".
آلاف العراقيين احتشدوا في منطقة الجادرية، وسط بغداد، للتنديد بالوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق.
المحتجون رفعوا لافتات ورددوا شعارات تطالب بطرد القوات الأمريكية من العراق من قبيل "نعم نعم سيادة.. نعم نعم مقاومة.. كلا كلا أمريكا.. كلا كلا للمحتل"، كما رفعوا لافتات "العراق بلد الأنبياء لا مكان للغرباء".
كما لوّح المتظاهرون بالأعلام العراقية وارتدوا الأكفان البيضاء، في إشارة إلى استعدادهم للموت في سبيل إخراج القوات الأمريكية من البلاد.
مظاهرات في ظل إجراءات أمنية مشددة
وخرج التظاهرات وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط الاحتجاج المناهض للوجود العسكري الأمريكي، كما عززت قوات الأمن انتشارها في محيط ساحة التحرير، حيث يعتصم المتظاهرون المناوئون للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة.
كما انتشرت قوات الأمن بكثافة في محيط المنطقة الخضراء التي تتواجد فيها السفارة الأمريكية.
أحمد خلف، وهو ضابط في شرطة بغداد بر، قال إن "قيادة عمليات بغداد فرضت إجراءات أمنية مشددة منذ مساء الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2020، بالقرب من مناطق الاحتجاجات، بالإضافة إلى محيط المنطقة الخضراء والمناطق الحيوية الأخرى".
كما اتخذت السفارة الأمريكية إجراءات أمنية إضافية في محيطها، من خلال نصب كتل كونكريتية (خرسانية) وتعليق لافتات تحذر من الاقتراب.
اقتحام السفارة الأمريكية ببغداد
نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، حاول المئات من عناصر "الحشد الشعبي" وأنصارهم اقتحام السفارة الأمريكية ببغداد، خلال تشييع 28 قتيلاً من كتائب "حزب الله" العراقي، قضوا في ضربات جوية أمريكية على مواقعهم في محافظة الأنبار (غرب).
فيما تمكن المحتجون الغاضبون من اختراق السور الخارجي وإضرام النيران في بوابتين للسفارة وكرفانات (بيوت جاهزة) لاستقبال المراجعين، في أعمال عنف أثارت غضب واشنطن.
عقب هذه الأحداث بثلاثة أيام، اغتالت الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبومهدي المهندس، في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.
وتأتي التظاهرة في سياق تداعيات مقتل سليماني والمهندس.
وصوّت البرلمان العراقي، في 5 يناير/كانون الثاني الجاري، على قرار يطالب فيه الحكومة بإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد.
لاحقاً، طلبت بغداد من واشنطن إرسال وفد لمناقشة آلية الانسحاب، إلا أن الأخيرة رفضت الطلب، وهددت بفرض عقوبات فيما إذا تم إخراج قواتها بصورة "غير ودية".
يُشار إلى أنه ينتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في عدة قواعد عسكرية بأرجاء العراق، في إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.