أعلن مصدر بوزارة الداخلية العراقية، الجمعة 24 يناير/كانون الثاني 2020، فقدان 3 فرنسيين وعراقي يعملون لحساب منظمة غير حكومية، منذ أربعة أيام، في العاصمة بغداد. وأوضح أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الأربعة اختطفهم مجهولون، في أثناء خروجهم من فندق كانوا يقيمون به قرب السفارة الفرنسية وسط بغداد.
كما أفاد المصدر بأن السلطات الأمنية تحقق في الحادث بالتعاون مع السفارة الفرنسية، مشيراً إلى أن الأربعة يعملون لحساب منظمة غير حكومية، بصورة رسمية، بموجب اتفاق مع الحكومة العراقية.
صورة أكبر: يأتي الحادث بعد نحو ثلاثة أسابيع من اختطاف صحفيَّين فرنسيَّين كانا يغطيان التظاهرة التي نظمها عناصر ميليشيات موالية لإيران أمام السفارة الأمريكية في بغداد في الـ31 من ديسمبر/كانون الأول 2019.
بعد عدة أيام من التكتم على الحادث، أعلن مكتب رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي، في الثاني من يناير/كانون الثاني، إطلاق سراح الصحفيين، مشيراً إلى تلقي عبدالمهدي اتصالاً من وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، يشكره فيه على "جهود الحكومة في إطلاق سراحهم".
ما نسمعه: سجلت مدن عراقية عدة، أبرزها بغداد والبصرة وذي قار وبابل، تزايداً في حالات الاختطاف التي طالت ناشطين ومدونين عراقيين، بينهم نساء.
إذ استفزت الاختطافات، التي طالت الناشطات، الشارع العراقي؛ لكونها تجاوزت أعراف المجتمع العراقي المحافظ الذي ظلت فيه المرأة بعيدة عن المساومات والصراعات السياسية.
يشترك الضحايا المختطَفون في كونهم جميعاً من المؤيدين للتظاهرات والناشطين في التدوين أو دعم المتظاهرين، أو حتى في توفير العلاج والرعاية للمصابين منهم. وتتصدر بغداد وذي قار وميسان وبابل والبصرة سجلَّ الاختطاف، حيث تجاوز عدد المختطَفين فيها إلى الآن عشرين ناشطاً ومدوناً في غضون شهر.
بين السطور: تُوجَّه أصابع الاتهام في عمليات الخطف إلى ميليشيات مسلحة مرتبطة بإيران، أبرزها كتائب حزب الله وميليشيا النجباء والخراساني والعصائب وفصائل أخرى، تَعتبر التظاهرات مؤامرة خارجية تقودها واشنطن ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
السياق العام: يأتي الحادث وسط اضطرابات يشهدها العراق على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحكومة والنخبة الحاكمة، والمتواصلة منذ أكثر من 3 أشهر، إضافة إلى التوتر غير المسبوق بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية، منذ بدايات الشهر.
إذ اغتالت واشنطن قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني والقيادي في "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، في غارة أمريكية قرب مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني الجاري. وردَّت إيران، بعدها بخمسة أيام، بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين تستضيفان جنوداً أمريكيين في شمالي وغربي العراق.