وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2020، إلى إسرائيل للمشاركة في إحياء ذكرى مرور 75 عاماً على تحرير معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز، حاملاً في جعبته ملفاً مهماً، هو ملف الأمريكية-الإسرائيلية المسجونة في روسيا بتهمة تتعلق بالمخدرات.
بوتين، خلال لقائه مع والدة نعمة يساكر، صرح بأن "كل شيء سيكون على ما يرام"، في تلميحٍ من الرئيس الروسي إلى أن القضية في طريقها للحل، دون توضيح للتفاصيل التي كشف عنها مصدر دبلوماسي إسرائيلي.
ما أهمية هذا الملف؟ دعت إسرائيل روسيا لإطلاق سراح يساكر، المحكومة بالسجن 7 سنوات ونصف السنة، لكن لم تلقَ هذه الدعوات أي استجابة، ما بعث بإشارات من روسيا إلى أن إغلاق هذا الملف لن يكون بهذه البساطة.
دبلوماسي إسرائيلي أوضح ذلك، عندما كشف أن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل لروسيا لقاء تحريرها المواطنة الإسرائيلية نعمة يساكر يُغطي 3 نطاقات: الخطابات، والمبادرات، والممتلكات، بحسب ما ذكرته شبكة Arutz Sheva الإسرائيلية.
- الخطابات: يُفترض أن يتحدث بوتين مع نتنياهو في خطاباته الرسمية عن أهمية الدور الذي لعبه الجيش الأحمر وروسيا في الحرب ضد النازيين.
- الممتلكات: يهتم بوتين بإحكام قبضته على القدس، ففي إطار الاتفاق بين الجانبين، نقلت إسرائيل منذ 3 أسابيع سيطرتها على أراضٍ مرتبطة بكنيسة القديس ألكسندر الموجودة في البلدة القديمة بالقدس إلى الروس، كما تجري محادثات عن تسليم السجن الموجود في المجمع الروسي، الذي كان في الأصل يخضع لسيطرة الروس ثم انتقل إلى سيطرة الإسرائيليين في الستينيات ضمن اتفاق بين البلدين، والذي يعتبره الروس "فشلاً تاريخياً"، وتريد البلاد أن تُعيد شراء المجمع.
- مبادرات: يتوقع أيضاً أن تطلب روسيا بعض المبادرات الأخرى من إسرائيل، مثل تخفيف القيود المفروضة على السياح الروس في إسرائيل، وخفض الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في المجال الجوي السوري، وربما الإفراج عن السجناء، مثلما كان في الاتفاقية التي أعادت جثمان زكريا بوميل إلى إسرائيل.
من هي نعمة يساكر؟ كانت السائحة الرحالة الإسرائيلية في طريقها إلى إسرائيل عائدة من الهند عندما وُجد في حوزتها ماريغوانا. وفي أبريل/نيسان 2019، حُكم عليها بالسجن 7 سنوات ونصف السنة في روسيا.
وفقاً لراديو Galatz الإسرائيلي، ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما طُرحت مسألة طلب العفو عنها، سألت نعمة والدتها: "لماذا أحتاج إلى عفو؟ هذا يعني أنني مجرمة، وأنا لستُ كذلك".
غير أن هناك تسجيلاً لنعمة -على الرغم من ادعائها أنها "لا تدري" كيف وقعت المخدرات في حقيبتها- تقول فيه لصديقتها إنها "في مشكلة أكبر بكثير" مما أملت الصديقتان. وادعت أيضاً أنها لم تعترف أبداً بمحاولة التهريب.
طعنت نعمة في حكمها في ديسمبر/كانون الأول، لكن المحكمة رفضته. ووعدت العائلة منذ ذلك الحين بأن تطعن في الحكم مجدداً، لكن هذه المرة أمام المحكمة الدولية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ بفرنسا.