قالت صحيفة The Sun البريطانية إن دار نشر فرنسية اعتذرت بعد نشر كتاب ورد فيه أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول كانت "بلا شك بتدبير من وكالة الاستخبارات الأمريكية".
الكتاب الجامعي طُبع بعنوان History of the 20th Century in Flash Cards في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019، واحتوى على نظرية مؤامرة لا أساس لها.
انتشر اتهام الاستخبارات الأمريكية الظاهر في الصفحة 204 من الكتاب بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرته ابنة أحد المدرسين الذي اشترى الكتاب.
ورد في الكتاب الذي يناقش نشأة تنظيم القاعدة: "هذا الحدث العالمي كان بلا شك بتدبير من وكالة الاستخبارات الأمريكية (أجهزة الخدمة السرية) بغرض فرض النفوذ الأمريكي على الشرق الأوسط، وكان ضربةً لرموز القوة الأمريكية وداخل أراضيها".
اتهامات للاستخبارات الأمريكية
لكن على الرغم من أن تنظيم القاعدة، بقيادة أسامة بن لادن، أعلن مسؤوليته عن الهجوم، تمكنت نظريات المؤامرة، التي تدّعي بأن الهجوم كان "عملاً داخلياً"، من جذب الانتباه على الإنترنت.
الكتاب الذي يستهدف طلاب الجامعات، ألَّفه الفرنسي جين بيير روشيه، مدرس التاريخ والجغرافيا.
قالت دار Ellipses للنشر إن المؤلف حذف الجزء الذي ذكر فيه اتهام المخابرات الأمريكية، وإن التصحيح سوف يضاف على الإنترنت وإلى أي طبعة جديدة من الكتاب في المستقبل.
وعلى موقع دار الناشر، نشرت الشركة اعتذاراً قائلة: "هذه الجملة التي تردد نظريات المؤامرة تخلو من أي أُسس حقيقية، ولم يكن من المفترض أن تستخدم في هذا العمل"، مؤكدة أنها لا تعكس خطها التحريري.
"ما كُتب عن المخابرات الأمريكية غير مقبول"
أما برونو موديكا، وهو رئيس إحدى جماعات التعليم على موقع فيسبوك، وهو المكان الذي تم فيه نشر ومناقشة الجزء الذي يتهم المخابرات الأمريكية بالهجمات، فقال في حوار له مع صحيفة Le Monde الفرنسية: "انتشر الأمر بسرعة كبيرة".
موديكا أضاف: "كان هناك 122 تعليقاً. هذا الكلام المضمر في الكتاب هو نظرية مؤامرة يمكنك أن تسمعها في الفصول، من أفواه بعض التلاميذ، لكن أن تجدها مكتوبة في كتاب مثل هذا بقلم مدرس، فهذا غير مقبول".
كما التقط موقع Conspiracy Watch الفرنسي هذه القصة، وأشار إلى أن الكتاب كان يستهدف الشباب الصغار الذين هم أكثر عُرضة لتصديق هذه الادعاءات التي اتضح زيفُها، مشيراً إلى استطلاع أجرته شركة Ifop الفرنسية، في ديسمبر/كانون الأول من عام 2018، وجدت فيه أن 21% من الناس تحت سن 35 عاماً يعتقدون أن الحكومة الأمريكية كانت متورطة في الهجمات.
يُشار إلى أنه في يوم 11 سبتمبر/أيلول من عام 2001 اصطدمت طائرات مخطوفة بمباني مركز التجارة العالمي في نيويورك، ومبنى البنتاغون في العاصمة واشنطن، مما أسفر عن مقتل 3 آلاف شخص بريء.