أفاد تقرير أصدرته لجنة شكّلتها الحكومة البورمية للتحقيق في الانتهاكات التي تعرّض لها أبناء أقليّة الروهينغا المسلمة، الإثنين 20 يناير/كانون الثاني 2020، بأنّ بعض العسكريين ارتكبوا جرائم حرب بحقّ الروهينغا لكنّ الجيش لم يرتكب أيّ إبادة جماعية.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت بأن نحو 740 ألف شخص من الروهينغا فروا منذ أغسطس/آب 2017، هرباً من تجاوزات ارتكبها الجيش البورمي بحقهم.
فيما تأتي نتائج تحقيق اللجنة المستقلة قبل يومين من الحكم المتوقّع أن تصدره محكمة العدل الدولية الخميس، بشأن التدابير العاجلة التي طلبت غامبيا اتّخاذها لحماية الروهينغا من التعرّض لمزيد من الانتهاكات.
في التقرير اعترفت لجنة التحقيق بأنّ عناصر من الجيش البورمي استخدموا ضدّ الروهينغا القوة المفرطة، وارتكبوا بحقّهم جرائم حرب، بما في ذلك "قتل قرويين أبرياء وتدمير منازلهم".
لكنّ هذه الجرائم لا ترقى إلى الإبادة الجماعية، بحسب لجنة التحقيق.
في وقت سابق وجهت غامبيا اتهامات للحكومة البورمية بانتهاك الميثاق الدولي للحماية من جريمة الإبادة الجماعية، وطلبت من محكمة العدل الدولية أن تتّخذ الإجراءات العاجلة لوقف هذه التجاوزات.
محاولة "فاضحة" لتجميل صورة الجيش
فيما قالت اللجنة في تقريرها إنّ "لا أدلّة كافية لاستنتاج، أو حتى المحاججة، بأنّ الجرائم المرتكبة حصلت بنيّة القضاء، كلياً أو جزئياً، على مجموعة قومية أو عرقية أو إثنية أو دينية".
من المقرّر أن تصدر محكمة العدل الدولية، وهي هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، قرارها في 23 يناير/كانون الثاني الجاري 2020.
"المنظمة البورمية للروهينغا في بريطانيا"، وهي منظمة حقوقية غير حكومية، نددت بتقرير لجنة التحقيق، معتبرة إيّاه محاولة "فاضحة" لتجميل صورة الجيش البورمي وصرف الانتباه عن الحكم الذي ستصدره محكمة العدل الدولية.
المتحدث باسم المنظمة تون خير قال إن تقرير لجنة التحقيق حول "انتهاكات حقوق الإنسان في ولاية راخين هو محاولة جديدة لتلميع صورة الجيش" في ما يتعلق بأعمال العنف التي استهدفت الروهينغا.
كما تألّفت لجنة التحقيق من أربعة أشخاص اثنان منهم بورميان والآخران أجنبيان هما الدبلوماسي الفيليبيني روزاريو مانالو والسفير الياباني السابق في الأمم المتحدة كينزو أوشيما.
أزمة الروهينغا
حكومة ميانمار تعتبر أقلية الروهينغا المسلمة "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم".
ومنذ 25 أغسطس/آب 2017، يشن الجيش في ميانمار وميليشيات بوذية، حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهينغا في إقليم أراكان (راخين/ غرب).
الجرائم المستمرة أسفرت عن مقتل الآلاف من الروهينغا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
ويعيش حالياً حوالي 900 ألف لاجئ من أقلية الروهينغا في مخيمات مزدحمة باللاجئين في كوكس بازار في بنغلاديش، ويعتقد أن أكثر من 740 ألفاً من هؤلاء فروا من ميانمار منذ أغسطس/آب 2017.