اتهمت كوريا الشمالية، الثلاثاء 21 يناير/كانون الثاني 2020، الولايات المتحدة الأمريكية بالتنصل من التزاماتها تجاه بيونغ يانغ، وتجاهلت مهلة لتقديم تنازلات في المحادثات النووية، وقالت إنها واصلت فرض المزيد من العقوبات عليها. الشيء الذي جعل كوريا الشمالية تشعر بأنها لم تعد مقيدة بالتزاماتها بوقف التجارب النووية، وإنها قد تبحث عن "مسار جديد".
لماذا هذا الخبر مهم؟ تراجع كوريا الشمالية عن التزاماتها من شأنه أن يعيد المفاوضات بينها وبين أمريكا إلى نقطة الصفر، بعد أن كان الطرفان قد قطعا خطوات مهمة نحو "اتفاق سلام" في شبه الجزيرة الكورية. وستعود تهديدات الرئيس كيم جونغ أون لتطوير أسلحة بلاده النووية.
إذ سبق وأن توعّد زعيم كوريا الشمالية بأن بلاده ستواصل تطوير السلاح النووي الرادع، وكشف عما أسماه سلاحاً استراتيجياً جديداً في المستقبل القريب.
ما الذي تغير في الموقف الكوري؟ كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد حدد مهلة لواشنطن انتهت بنهاية العام 2019، لتقديم تنازلات في محادثات نزع الأسلحة النووية بين البلدين. وفي ذلك الوقت قال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين إن الولايات المتحدة فتحت قنوات اتصال بهذا الشأن. كما قال إنه يأمل في أن يستمر كيم في التزامات نزع الأسلحة النووية التي قدمها في اجتماعات القمة التي عقدها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بيون يانغ تبرر موقفها: جو يونغ تشول المستشار في بعثة كوريا الشمالية في مقر الأمم المتحدة في جنيف قال إن بلاده أوقفت خلال العامين الماضيين التجارب النووية وتجارب إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات "من أجل بناء الثقة مع الولايات المتحدة".
غير أن الولايات المتحدة، بحسب المسؤول الكوري، ردت مع ذلك بإجراء عشرات التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية كما ردت بفرض عقوبات. وأضاف " لم نعد نرى سبباً للتقيد من جانب واحد بالتزام لا يحترمه الطرف الآخر".
كما اتهم جو واشنطن بفرض "أكثر العقوبات وحشية ولا إنسانية" على بلاده، مضيفاً "إذا استمرت الولايات المتحدة في مثل هذه السياسة العدائية تجاه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية فلن يكون هناك أبداً نزع للأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية".
أمريكا لم تتأخر في الرد: عبر المبعوث الأمريكي إلى مؤتمر نزع السلاح روبرت وود عن قلقه إزاء تصريحات بيونغ يانغ الجديدة وقال إن واشنطن تأمل في عودة كوريا الشمالية إلى مائدة المفاوضات.