نفذت قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر أول خرق لوقف إطلاق النار، الأحد 19 يناير/كانون الثاني 2020، بإطلاقها عدة قذائف على العاصمة طرابلس، وذلك عقب اختتام مؤتمر برلين أعماله، في حين أصبح تدفق النفط من جنوب ليبيا مهدداً بعد إغلاق موالين لحفتر خط أنابيب.
المشهد عن قرب: عبدالمالك المدني، المتحدث باسم عملية "بركان الغضب"، التي أطلقتها حكومة الوفاق الوطني، قال في تصريح لوكالة الأناضول إن قوات حفتر نفذت قصفاً عشوائياً بقذائف الهاون على منطقة صلاح الدين في العاصمة الليبية.
لم يكن هذا الهجوم لقوات حفتر الوحيد يوم أمس، فحتى خلال انعقاد مؤتمر برلين، قال المتحدث باسم الجيش التابع لحكومة الوفاق، محمد قنونو، إن قوات حفتر شنت هجوماً في منطقة الخلاطات جنوب العاصمة الليبية.
في سياق متصل، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، إن حقلي نفط رئيسيين في جنوب غرب البلاد بدآ في تقليص إنتاجهما، الأحد 19 يناير/كانون الثاني، بعد أن أغلقت قوات موالية لحفتر خط أنابيب، ليتقلص بذلك إنتاج البلاد إلى جزء بسيط من مستواه الطبيعي، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
ما بين السطور: استهداف قوات حفتر لمدينة طرابلس جاء بعد نهاية مؤتمر برلين، ويُعطي هذا الهجوم مؤشراً على صعوبة التوصل إلى تهدئة، ويهدد فرص نجاح المؤتمر الذي حضره حفتر، ورئيس حكومة الوفاق، فائز السراج.
كما أن إغلاق الموانئ النفطية جنوب ليبيا الذي جاء بعد إغلاق موانئ كبرى في الشرق الليبي يهدد بوقف كل إنتاج البلاد من النفط بشكل شبه كامل.
في هذا السياق، قال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط إنه إذا استمر وقف الصادرات فإن ملء صهاريج التخزين سيستغرق بضعة أيام، وسيقتصر الإنتاج على 72 ألف برميل يومياً من الحقول البحرية وحقل الوفاء الغربي.
كانت ليبيا تنتج نحو 1.2 مليون برميل يومياً من النفط في الأشهر الماضية، وتقع كل حقول النفط الكبرى في مناطق تسيطر عليها قوات حفتر
مؤتمر برلين: وسط التصعيد الكبير في ليبيا، مثّل مؤتمر برلين محاولة جديدة لوضع حد للمعارك التي أنهكت السكان، وكان من أبرز بنود البيان الختامي لمؤتمر برلين الذي وقعت عليه 16 دولة ومنظمة بجانب طرفي الأزمة:
– ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار.
– الالتزام بقرار الأمم المتحدة الخاص بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا.
– تشكيل لجنة عسكرية لتثبيت ومراقبة وقف إطلاق النار، تضم 5 ممثلين عن كل من طرفي النزاع.
– دعوة جميع الأطراف الليبية إلى إنهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات حرة وشاملة وعادلة.
– دعم تأسيس حكومة موحدة وشاملة وفعالة، تحظى بمصادقة مجلس النواب.
عودة إلى الوراء: تشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، هجوماً للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني، ما أجهض آنذاك جهوداً كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.
كان حفتر قد انسحب، يوم الإثنين 13 يناير/كانون الثاني 2020، من قمة روسية-تركية، ولم يوقّع على مقترح لهدنة دائمة في ليبيا، عكس السراج الذي وافق عليها.