قالت وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين 20 يناير/كانون الثاني 2020، إن طهران تعتبر مزدوجي الجنسية من ضحايا حادث تحطم الطائرة الأوكرانية مواطنين إيرانيين.
رسالة إلى كندا: المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قال في مؤتمر صحفي أسبوعي بثه التلفزيون، إن طهران "أبلغت كندا بأن إيران تعتبر مزدوجي الجنسية إيرانيين"، وذلك فيما يبدو أنه رد حول مطالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لطهران بدفع تعويضات لذوي الضحايا.
لا تعترف الحكومة الإيرانية بالجنسية المزدوجة، أي أن طهران تتعامل مع الإيرانيين على أنهم أبناء بلدها فقط عندما يكون بحوزتهم جنسية أخرى، وهو ما مثل مشكلة لدى دول غربية عندما اعتقلت طهران إيرانيين يحملون أيضاً جنسية تلك الدول، ولم تكن الأخيرة متابعة الأفراد المعنيين الذين تم احتجازهم.
يأتي هذا التأكيد الإيراني حول مزدوجي الجنسية بينما الكثير من ضحايا الطائرة المنكوبة البالغ عددهم 176 شخصاً إيرانيون يحملون جنسية أخرى.
كيف سيتم دفع التعويضات؟ هناك اتفاقيات دولية بشأن الحد الأدنى من التعويض تكون شركات الطيران ملزمة بدفعه لأسر الضحايا في حوادث سقوط الطائرات، وبالتحديد توجد اتفاقيتان في هذا الشأن:
اتفاقية وارسو: تم توقيعها في 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 1929، وخلاصتها تقول إن شركة الطيران ملزمة بدفع 8300 دولار لأسرة كل ضحية في حوادث تحطم الطائرات سواء تم التوصل لاتفاق بشأن التعويض مع أهالي الضحايا أو لم يتم، ولا يوجد حد أقصى لمبلغ التعويض، حيث إن ذلك يتوقف على مدى مسؤولية شركة الطيران عن التحطم (الصيانة وسلامة الطائرة وحالة وخبرة الطاقم وأمور أخرى كثيرة).
أما الاتفاقية الثانية فهي اتفاقية مونتريال وتم إقرارها عام 2003، وتعتبر تحديثاً لاتفاقية وارسو، لكن لم توقع عليها جميع الدول، حيث إن الموقعين عليها حتى الآن هم 112 دولة فقط، وقد رفعت الحد الأدنى للتعويض إلى 170 ألف دولار لكل ضحية كحد أدنى، وإيران ليست من الموقّعين عليها.
لكن رغم ذلك تختلف قيمة التعويض باختلاف جنسية الضحية، فعلى سبيل المثال تلزم الحكومة الأمريكية شركات الطيران بدفع مبلغ 4.5 مليون دولار كتعويض لكل ضحية من مواطنيها في حوادث تحطم الطائرات، بينما في الصين يبلغ الرقم نصف مليون دولار فقط، وفي أوروبا لا يوجد رقم محدد كحد أدنى للتعويض، ولكن المتوسط أقل عدة مرات من نظيره في الولايات المتحدة.
عودة إلى الوراء: في الثامن من يناير/كانون الثاني 2020، سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز "بوينغ 737" في طهران بعد عدة دقائق من إقلاعها، ما أسفر عن مصرع 176 شخصاً، هم 82 إيرانياً و57 كندياً و11 أوكرانياً و10 سويديين و4 أفغان و3 ألمان و3 بريطانيين.
– في 11 من الشهر ذاته، أعلنت هيئة الأركان الإيرانية أن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب إثر "خطأ بشري"، لحظة مرورها فوق "منطقة عسكرية حساسة"، فيما أعلن الحرس الثوري، في نفس اليوم، تحمُّله مسؤولية إسقاط الطائرة.
– وأنكرت طهران في البداية سقوط الطائرة بفعل صاروخ، وقالت إنها تمتلك أدلة مقنعة في هذا الإطار.
– جاء إسقاط الطائرة بعد قصف إيران أهدافاً أمريكية في العراق رداً على قتل واشنطن القائدَ السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني.