قالت مصادر أمنية وطبية إن محتجين عراقيين اثنين لقيا حتفهما الإثنين 20 يناير/كانون الثاني، في ساحة التحرير ببغداد، بعد أن استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية.
أضافت المصادر أن أحدهما أصيب برصاصة في رأسه في حين أصيب الثاني بعبوة غاز مسيل للدموع. وقالت إن كليهما لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى متأثراً بجروحه، وفضلاً عن ذلك فقد أصيب العشرات في المواجهات.
فيما يخوض آلاف المتظاهرين العراقيين، عمليات كرّ وفرّ مع القوات الأمنية في العاصمة بغداد، بعد تجدد احتجاجاتهم عقب توقف استمر عدة أسابيع.
أحدث التطورات: يحاول المحتجون قطع الطرق في العاصمة بغداد منذ أمس الأحد، وحاول هؤلاء القيام بالأمر نفسه صباح الإثنين، لكن القوات الأمنية قد جهزت نفسها مسبقاً، إذ أعلن الجيش العراقي، في بيان، أنه اعتقل تسعة متظاهرين، وأعاد فتح الطريق الرئيسي في العاصمة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ألقى المتظاهرون القنابل الحارقة والحجارة على قوات الأمن التي ردت بدورها بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في ساحة الطيران ببغداد.
وكالة الأناضول نقلت عن مصدر أمني عراقي – لم تذكر اسمه – قوله إن نحو 60 متظاهراً أصيبوا خلال المواجهات، الإثنين.
في الموازاة مع ذلك، تحوّلت غالبية مدن جنوب العراق، منذ منتصف ليل الأحد الاثنين إلى مساحات من الإطارات المشتعلة لقطع الطرق الرئيسية والفرعية، خصوصاً في الكوت والناصرية والعمارة والديوانية وكربلاء، وفقا لمراسلي فرانس برس.
كذلك أغلقت غالبية المحال التجارية والأسواق في تلك المدن، فيما أعلنت محافظات واسط وذي قار والديوانية تعطيل الدوام الرسمي.
قرار بمواجهة المحتجين: في مواجهة الاحتجاجات الجديدة، خوّل مجلس الأمن العراقي، القوات الأمنية باعتقال كل من يقطع الطرق ويغلق الدوائر الحكومية، وفقاً لما قاله الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء عبد الكريم خلف.
طالب المتحدث المتظاهرين بـ"الالتزام بساحات التظاهر التي تم تأمينها وعدم الخروج إلى الطرقات وقطعها".
لماذا اشتعلت الاحتجاجات مجدداً؟ عاد المتظاهرون إلى الشوارع من جديد بعد انتهاء مهلة كانوا قد حددوها للسلطات، لتنفيذ إصلاحات يطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وأُطلق عليها اسم "مهلة الوطن".
يُطالب المحتجون بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة استناداً إلى قانون انتخابي جديد، واختيار رئيس وزراء مستقل، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين، ويقول هؤلاء إن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي لم ينفذ وعوده، ومنها تشكيل حكومة جديدة يقبلها العراقيون.
قالت محتجة في بغداد رفضت الإفصاح عن اسمها في تصريح لوكالة رويترز: "يجب أن يوقفوا (قوات الأمن) إطلاق الرصاص والتصويب علينا. من هم ومن نحن؟ الطرفان عراقيون. لذلك (أسألهم) لماذا تقتلون إخوتكم؟".
عودة إلى الوراء: بدأت الاحتجاجات الحاشدة في العراق في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2019، طالب المحتجون خلالها بإصلاح النظام السياسي، الذي يرون أنه شديد الفساد وينشر الفقر بين العراقيين.
– لقي أكثر من 450 شخصاً حتفهم خلال الاحتجاجات، فيما أصيب نحو 27 ألف شخص، وفقاً للمفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق.
– يشهد العراق شللاً سياسياً منذ استقالة حكومة عادل عبدالمهدي مطلع ديسمبر/كانون الأول 2019، ولا تزال الكتل السياسية غير قادرة على التوافق على شخصية بديلة لرئاسة الوزراء رغم انقضاء المهل الدستورية.